ما سبب ضيق التنفس ووجع الصدر والظهر الذي أشعر به؟

0 14

السؤال

السلام عليكم

أرجو مساعدتكم وأثابكم الله على العلم النافع، أنا فتاة عمري 23 سنة، منذ 3 سنين حصل لي فجأة ضربات قلب سريعة، وضيق تنفس، وصعوبة بلع، وتنميل في الوجه، رحت للطوارئ 3 مرات بنفس الأعراض، وتم التشخيص أن عندي نوبات هلع، وبدأت في العلاج، كنت أتناول العلاج لمدة سنة، وأتحسن ثم أوقفه ثم كانت الحالة ترجع وبأعراض جديدة، مثل وجع في الصدر والقلب، وصعوبة بلع، وكأن في حاجة واقفة في الحلق، وكنت أذهب للكشف مرة أخرى، وأرجع بعلاج جديد.

حاليا لي 10 شهور على علاج فلوزاك، وهذه الأيام ضغطي منخفض لا يزيد عن 100 على 67 وعندي ضيق تنفس، ووجع في الصدر والظهر، ونغزات في القلب، مع أعراض أخرى مثل إسهال ودوخة وإرهاق ونهجان من أقل مجهود، للأسف بدأت أشك أن عندي مشكلة عضوية، أرجو النصيحة، وأعتذر على الإطالة.

دمتم نافعين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في هذا الموقع.

بالفعل الأعراض التي تعانين منها هي نوبات هرع أو ما يسمى بنوبات الفزع، أو الهلع، وهي في حقيقتها نوع من القلق النفسي الحاد، كثيرا ما يكون مصحوبا بالمخاوف وبالتوترات النفسية الداخلية.

بالنسبة للأعراض التي ظهرت لديك مؤخرا - مثل ضيق التنفس ووجع الصدر والظهر والنغزات – التي تحسين بها، هذا جزء من نوبات الهلع والفزع؛ لأن القلق هو المكون الرئيسي لهذه النوبات، والقلق بما يصحبه من توتر نفسي يتحول في بعض الأحيان إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري، لذا حين تتوتر هذه العضلات وتنقبض يحس الإنسان بألم في الصدر، بنغزات في الصدر، بشيء من الكتمة، أو ضيق التنفس، ... وهكذا.

إذا العلة علة واحدة، هي تعتبر نوبة هلع، وكلها تقوم على ما نسميه بقلق المخاوف، والأعراض الجسدية هذه ليست أعراض عضوية، هي أعراض نفسوجسدية، سببها التوتر الداخلي – كما ذكرت لك – فليس لديك أي مشكلة عضوية، أرجو أن تطمئني من ذلك تماما.

وضغط الدم لا يعتبر منخفضا، وبالنسبة للإناث قد تحصل انخفاضات بسيطة، لكن لا نعتبرها مرضية أبدا، حاولي أن تزيدي من الملح قليلا في طعامك، أو تتناولي بعض الأطعمة المالحة، هذا سوف يساعدك في ارتفاع ضغط الدم.

أنت محتاجة لممارسة تمارين استرخاء بالتزام واستمرارية، تمارين الاسترخاء تساعد الإنسان على استرخاء النفس، واسترخاء العضلات، وتحسين المزاج، ونقل الإنسان من حالة التوتر إلى حالة السكينة.

يمكن أن تتدربي على هذه التمارين بواسطة أخصائية نفسية، أو يمكنك أن تطلعي على بعض البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وإسلام ويب أيضا أعدت استشارة رقمها: (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، فهذه كلها مصادر جيدة ومفيدة لك لمعرفة كيفية مزاولة هذه التمارين، والأهم من ذلك هو الاستمرار عليها، على الأقل بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء في الشهر الأول، ثم بعد ذلك يمكن أن تطبقيها مرة واحدة، أو حسب ما يلزم الأمر.

علاج آخر مهم وهو: ألا توسوسي حول هذه الحالة، أن تصرفي انتباهك، وتحقري من المشاعر السالبة، وتكوني إيجابية دائما في أفكارك وفي مشاعرك، وأن تحسني إدارة وقتك، الفراغ مشكلة كبيرة جدا، يجعل الإنسان يتفرغ لأعراضه النفسية أو حتى الجسدية، أو حتى التوهمات المرضية.

فإذا حسن إدارة الوقت مهمة جدا، إن لم تكوني في حالة دراسية جامعية فيمكن أن تبحثي عن تعليم بديل، يمكن أن تدخلي في كورسات مفيدة، يمكن أن تقومي ببرنامج مثلا لحفظ القرآن الكريم، هذا فيه فائدة عظيمة لك، تشاركي الأسرة في الأنشطة الأسرية، وتشاركي في أعمال المطبخ وترتيب البيت وغسيل الملابس – مثلا – كل هذه الأمور أمور جيدة، وتقرئي، وترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل.

فأرجو أن تصرفي انتباهك تماما عن هذه الأعراض من خلال الآليات التي ذكرتها لك.

الدواء جيد، بل ممتاز، وأرجو الاستمرار عليه، وتوجد بدائل دوائية أخرى، عقار (سبرالكس) أيضا جيد، لكن استمري على الفلوكستين، ويمكن - وبعد استشارة طبيبك - أن ترفعي الجرعة إلى أربعين مليجراما - أي كبسولتين - يوميا لمدة شهرين، ثم تواصلي على كبسولة واحدة يوميا حسب المدة التي يراها طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات