كيف أعالج مشكلة ضعف التركيز والنسيان المتكرر؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 22 سنة، طالب سنة رابعة طب، أعاني من ضعف في التركيز منذ مدة كبيرة، يمكن منذ 3 ثانوي، وفي فترات متباينة أشعر باكتئاب وتعب نفسي بدون سبب، وأعود لطبيعتي، مؤخرا بدأت أعاني من النسيان المتكرر، وهذا سبب لي مشاكل كثيرة، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdul-maksoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وإن شاء الله تعالى أنت بعد سنتين نراك إن شاء الله تعالى طبيبا مرموقا، تسير في بداياتك العلمية والعملية والمهنية، ونسأل الله لك يسهل وييسر أمورك كلها.

ضعف التركيز قد يكون له أسباب نفسية، ومنها الاكتئاب طبعا، والقلق والتوترات النفسية، وهنالك حالات أيضا جسدية قد تؤدي إلى ضعف التركيز، وأهمها طبعا الإنهاك والإجهاد الجسدي، وعدم أخذ قسطا كافيا من الراحة، وعدم ممارسة الرياضة، وعدم تنظيم الوقت...هذه كلها حقيقة قد تؤدي إلى ضعف في التركيز.

هنالك علة تعرف بـ (فرط الحركة وضعف الانتباه) قد تكون سمعت عنها، أيضا هي من الأسباب الأساسية لضعف التركيز خاصة عند الأطفال. لا أن حالتك حقيقة تنطبق عليها المعايير التشخيصية لما يعرف بفرط الحركة وضعف الانتباه، والذي في بعض الأحيان يكون دون فرط حركة، يكون ضعفا في الانتباه فقط.

حقيقة أنا أرى أنه من الأفضل لك - وأنت طالب في كلية الطب – أن تقابل أحد الأساتذة بالكلية، أحد الأساتذة المختصين في الطب النفسي، وأنا متأكد أنه سوف يقدم لك كل المساعدة المطلوبة. هذا هو الأمثل بالنسبة لحالتك.

من ناحيتي أقول لك: حاول أن تنظم وقت، تجنب السهر، هذا مهم جدا، حاول أن تنام مبكرا، وتستيقظ مبكرا، وتصلي صلاة الفجر في وقتها، ثم بعد الاستحمام وشرب الشاي تدرس لمدة ساعة على الأقل قبل أن تذهب للكلية.

الاستيعاب في فترة الصباح والتركيز يكون في أفضل حالاته في هذا الوقت المبارك. وطبعا الإنسان حين ينجز في الصباح – وبما أن البكور فيه بركة كثيرة – يجد أن بقية اليوم أصبح سلسا وجميلا، وينساب بصورة جيدة جدا.

حقيقة هذه هي الركيزة الأساسية لحسن إدارة الوقت، أن ننام مبكرين ونستيقظ مبكرين، وسيكون طبعا من الجميل أيضا أن تمارس رياضة – أي رياضة، رياضة المشي، رياضة الجري – الرياضة ترتقي بالنفس، تزيل الاكتئاب والقلق، كما أنها تحسن التركيز، وهذا أمر ثابت تماما.

طبعا الصلاة بخشوع، والحرص على الأذكار وتلاوة القرآن – على وجه الخصوص – تحسن التركيز كثيرا، وقطعا تحسن أيضا من الدافعية عند الإنسان، وهذا يعني أن الاكتئاب لا وجود له في مثل هذه الحالات.

طبعا سيكون من الجميل أيضا أن تجري فحوصات طبية، تتأكد من مستوى الهيموجلوبين لديك – مثلا – تتأكد من مستوى وظائف الغدة الدرقية، تتأكد من مستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12)، هذه كلها مكونات رئيسية للصحة الجسدية وللصحة النفسية وللتركيز، فأرجو أن تتأكد من هذا الجانب أيضا.

بالنسبة للأدوية المحسنة للمزاج: أنا سوف أترك هذا الأمر لك لتناقشه مع الطبيب، طبعا هناك أدوية ممتازة مثل الـ (بروزاك) مثلا، والذي يسمى (فلوكستين)، يعالج الاكتئاب، ويحسن حقيقة من الدافعية النفسية والجسدية، لكن لا تتناوله إلا إذا نصحك الطبيب بذلك.

هذا هو الذي أود أن أنصح بك، وأرجو أن تتواصل معي بعد أن تقابل أحد أساتذة الطب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات