زوجي تخلى عني وأنا حامل دون أسباب، ماذا أفعل؟

0 16

السؤال

السلام عليكم

أنا الزوجة الثالثة لزوجي، وهذه الطفلة الثالثة له والتي تخلى عنها أيضا، وهذه تجربتي الثالثة أيضا في الزواج، لكنها الطفلة الأولى لي، كان زواجنا سريعا، ونحن في ألمانيا، اشترط علي ألا يكون بيننا عقد زواج ألماني، عقدنا عند شيخ بحضور أقاربنا وقبول أهلنا، ولكن سرعان ما حصلت المشاكل بيننا.

لم أكن أعرفه جيدا، لكن غلطي أنني تسرعت وتزوجته من غير تفكير، الآن أشعر بالأسى.

لقد تخلى عن ابن له من زوجته السابقة، لديه ابن عند والدته، والآن تخلى عني وعن ابنته التي في بطني، جرحني كثيرا بكلامه، وكان يعاملني بقسوة، توقعت سببها حقدا قديما؛ لأنه كان قد تقدم لخطبتي وأنا كنت قد خرجت من علاقتي حديثا مع زوجي السابق، ولم أوافق في وقتها؛ لأنني كنت ما زلت مجروحة، وغير جاهزة لعلاقة جديدة.

قبلت بشرطه بعدم عقد رسمي في ألمانيا، وضمن حقوقي؛ لأنني أحببت أن أبن معه أسرة باعتقادي أننا في نفس الوجع، ولكل منا تجربتان فاشلتان في السابق، وفي كل مرة كان يجرحني فيها كنت أخرج من البيت وأعود معتذرة، رغم أنه هو الذي أوصلني لهذه الحالة، بأن أفقد أعصابي، ولا أستطيع البقاء وتحمل المزيد من التجريح، لكن في كل مرة أعود لا أتجاوز الأسبوع معه ويتكرر الأسلوب ذاته.

قررت لا أرحل مهما حصل، وأتحمل أي شيء، وفي وقتها قال لي: اذهبي إلى أختك وأنجبي هناك، وبعدها نرى ماذا سيحصل بيننا.

ذهبت بالتراضي بيننا، وبعدها لم يسأل ولم يهتم، إلى أن قال لي: كل شيء بيننا قد انتهى، وإلى الآن لا يسأل عن حالي، ولا أعرف هل أتأمل بعودته أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يعينه على طاعة الكبير المتعال، وأن يحقق لكم السعادة والآمال.

لا شك أن الذي حصل من الزوج فيه تقصير واضح، ولكن مع ذلك نتمنى أن تستمري في محاولات التواصل لمصلحة هذه الطفلة، التي نسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدها، وأن يسعدكم، وذكريه بالله -تبارك وتعالى- واجتهدي في حسن التواصل معه حتى يقوم بما عليه، وأرجو أن تعلموا أن هذه الحياة تحتاج إلى صبر من الطرفين، وأن هناك ضريبة لابد أن يقدمها كل من الزوج والزوجة، وأن كل طرف لا بد أن يتذكر أنه يتعامل مع بشر، فنحن بشر والنقص يطاردنا رجالا ونساء.

على الرجل أن يحتمل النقائص الموجودة في زوجته، وعلى الزوجة أن تحتمل أيضا بعض الخلل الموجود في زوجها، لأن الكمال محال، ونؤكد أن الذين خاضوا عددا من التجارب ينبغي أيضا أن يكون عندهم مزيد من الصبر.

على كل حال: نحن نعتقد أن الاستمرار في التواصل والحرص على بذل كل سبيل في الوصول إليه وتذكير بالله -تبارك وتعالى- هو السبيل المتاح الذي بين أيدينا، وأرجو ألا تتأسفي طويلا، فإن الإنسان ينبغي أن يفعل ما عليه ثم يتوكل على الله -تبارك وتعالى-، فالكون هذا ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ولئن فقدت هذا الزوج فلا تفقدي استقرارك النفسي وطمأنينتك ورضاك بالله وعن الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن إصلاح ما بينك وبين الله من أكبر ما يعينك على إصلاح هذا الخلل، فإن الإنسان إذا توجه بقلبه إلى الله -تبارك وتعالى- جاءه الخير وتوجه بقلوب الناس إليه -سبحانه وتعالى-، والطريق إلى الله إنما تقطع بالقلوب.

اجتهدي في الدعاء، وتسلحي بالصبر، واعلمي أن الأمور ينبغي أن تدار بمنتهى الحكمة، واجتهدي في تذكيره بالأيام الجميلة واللحظات الطيبة، ولا تحاولي -أيضا- أن ترسلي إليه ما يعكر صفوه ويزيده نفورا، نحن لا نؤيد ما حصل منه، ولكن نؤكد قاعدة مهمة، وهي أن الخطأ لا يعالج بالخطأ.

كم تمنينا لو أنكم تواصلتم معنا وعرضتم نماذج من المواضيع التي حصل فيها الخلاف، حتى نستطيع أن نضع قواعد لتستقر الحياة بينكم وتستمر، فإن الأمور التي تحدث بين الأزواج تحتاج إلى خطوات هامة من الناحية الشرعية ومن الناحية النفسية، وأيضا رعاية الواقع الاجتماعي والظروف التي أنتم فيها، هذه كلها أمور لا بد من مراعاتها لبناء علاقة راسخة وعلاقة متينة، وكلاكما بحاجة إلى النصح.

نسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات