تفكير مستمر يمنعني من التركيز على حياتي الواقعية.

0 19

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة، عمري 17 سنة، أعاني من عدم التركيز، وتشتت، وأنسى بشكل كبير، ومن أحلام اليقظة، أو بالأحرى أعيش في تفكير مستمر يمنعني من التركيز على حياتي الواقعية.

الأمر بدأ يتفاقم، فلم أعد أتحكم في نفسي وانفعالاتي، الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يقتلانني، أحس أنني فاشلة، وأني شخص سيء، ولا أرضى عن إنجازاتي.

أحاول تنظيم حياتي، ولكني عاجزة عن الالتزام، لقد تفاقمت حياتي إلى درجة أنني لم أعد أفرق بين عقارب الساعة ، أرجو النصح فقد تعبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

في استشارتك السابقة والتي رقمها (2417468)، والتي أجبنا عليها بتاريخ 24/11/2019 أسدينا لك الكثير من النصائح المتعلقة بنمط حياتك، فأرجو أن تكوني قد التزمت بذلك، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة الواقعية والمجدية للتغيير، والله تعالى أعطانا كبشر القدرة على التغيير.

أنت صغيرة في السن، وتمرين قطعا بمراحل بيولوجية ونفسية ووجدانية واجتماعية، مشاكل الهوية، مشاكل الانتماء، هذه صعوبات عادية جدا تمر في مثل حالتك، وحالة القلق والتوتر التي تعانين منها هي التي أدت إلى إضعاف التركيز عندك، وهذه يمكن حقيقة تفعيلها بصورة إيجابية جدا، أي أن تجعليها من طاقة سلبية إلى طاقة نفسية إيجابية.

وأول خطوات الترتيب الصحيح في نمط الحياة هو أن تتجنبي السهر، وأن تحرصي على النوم الليلي المبكر، في كل ليلة اذهبي إلى الفراش مبكرا، بعد صلاة العشاء مثلا بساعة، أو في أقصى الأحوال ساعتين، وأن تتأملي في شيء طيب، تقرئي أذكار النوم، وتنامي، هذا النوم المبكر يؤدي إلى استقرار كامل في الخلايا الدماغية، وهذا ينتج عنه الاستيقاظ مبكرا، وأداء صلاة الفجر، وسوف يكون هنالك إحساس كبير بحسن التركيز والإنجاز، وهذا هو الوقت الذي تبدئين فيه دراستك قبل أن تذهبي إلى مرفقك التعليمي.

إذا دراسة ساعة واحدة في الصباح هي من أكبر الإنجازات التي سوف تساعدك على الاستقرار النفسي، وتحد من أحلام اليقظة والتشتت الذهني والانفعالات السلبية. الإنجازات الصباحية تحسن الدافعية عند الإنسان. وبعدها ضعي خارطة لإدارة وقتك في بقية اليوم: بأن تأخذي قسطا من الراحة، ترفهي عن نفسك بشيء طيب وجميل، تحرصي على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، الجلوس والتفاعل الإيجابي مع الأسرة، والحرص على بر الوالدين دائما، وهكذا ... هذه هي الحياة، وهذه هي الطريقة المثلى.

وأحلام اليقظة هذه يمكن أن تتخلصي منها، أو تجعليها أكثر إيجابية، مثلا بأن تتصوري نفسك بعد أربع أو خمس سنوات من الآن: أين أنت؟ إكمال الدراسات الجامعية، إن شاء الله الزواج، وتضعي الآليات، وتضعي الطرق والوسائل التي توصلك إلى غاياتك. الله تعالى حبانا وأعطانا وزودنا بالقدرة على التغير. الإنسان ليس كيانا جامدا، لا في تفكيره ولا في عواطفه ولا في وجدانه، وعملية التغيير هذه ممكنة جدا، وذلك من خلال حسن تنظيم الوقت، وأن تكون لك طموحات، وأن تكون لك آمال، وأن تكون لك أهداف، هذا مهم جدا. أرجو ألا تعيشي في هذا الفراغ النفسي الاجتماعي.

ممارسة الرياضة أيضا تقلل كثيرا من أحلام اليقظة الشاردة والسلبية، وكذلك قراءة القرآن بتدبر وبتمعن، ويا حبذا لو حضرت بعض الدروس في تجويد القرآن، فهي الأساس المتين لأن يتدبر الإنسان القرآن ويقرأه بصورة صحيحة، ويتأمله ويتدبره ويستفيد منه.

هذه هي نصائحي لك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات