دقة أمي في النظافة تقودنا إلى المشاكل وعدم الراحة في البيت.

0 14

السؤال

السلام عليكم

كان لدي استشارتين سابقتين عن الوسواس القهري، ولكني أشكو من اضطراب الآنية، وأريد أن أعرف هل هو مزمن أم هو حالة عابرة؟ وما هو علاجه؟ وهل له مدة محددة؟ حيث أن هناك أشخاص يشتكون منه منذ سبع سنوات وأكثر، فبصراحة أخاف كثيرا من ذلك.

أيضا أختي في مثل عمري تقريبا، ولكنها دائما مختلفة مع والدتي في نظافة البيت عموما، فمرة لم تنظف الغرفة بشكل جيد، ومرة لم تنظفها أصلا، وهذا للأسف يؤزم الأمور كثيرا بينها وبين أمي، حيث أن أمي دقيقة جدا في موضوع النظافة، ولا تستطيع أبدا أن تجلس في مكان وهناك شيء غير مرتب، ويا ويلنا جميعا إذا كان المطبخ غير نظيف.

أحيانا أظن أن والدتي تعاني فعلا من الوسواس في موضوع النظافة من دقتها، الأمر يتطور كثيرا، فأحيانا تحدث مشاكل بينها وبين والدي على ذلك، لا أعلم ولكن لمجرد أنني تعبت وتعب كل من في البيت بسبب المشاكل والنظافة كثيرا، ولكن رغم ذلك (دون النظافة) أمي تعامل أختي جيدا في كثير من الأحيان، ولكن هناك حاجزا بينهما لا أفهمه، فأمي كثيرة الانتقاد، وأختي تطبق أساليب التنمية البشرية وتوكيد الذات على والدتي.

مثلا تحدث بينهما مشكلة فلا تكلم أختي أمها ولو مر أكثر من أسبوع مثلا، وأمي تشتكي من هذا أيضا!

أعتقد أنني قريب من أختي بعض الشيء، فلا أستطيع المساعدة، أرشدوني جزاكم الله خيرا.

عسى أن يجعل الله الدواء على أيديكم.

أشهد الله أني أحب جميع من في الموقع من القائمين عليه في الله، وأسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكر لك مشاركاتك في هذا الموقع.

بالنسبة لاستعمال المصطلحات التشخيصية: حقيقة نحن ننصح ألا يتعجل الإنسان في إطلاق تشخيصات نفسية على نفسه، أنت تتحدث الآن أن اضطراب الآنية، وأنك مصاب به، وهل هو مزمن أم هو حالة عابرة؟

اضطراب الآنية تشخيص واهي جدا، غير محدد المعالم، وحتى أكثر الأطباء خبرة في الطب النفسي لا يشخصونه دون تمحص وتدقق وفحص المريض مرات ومرات. فأنا لا أريدك أبدا أن تعتقد أنك مصاب بهذه العلة، وكما ذكرت لك هي أصلا غير واضحة، وكثيرا من الذين يعانون من قلق نفسي عام أو نوع من التوترات الداخلية أو التغيرات الفسيولوجية الطبيعية جدا قد يظنون أنهم مصابون بهذه العلة.

أنت في المرة السابقة ذكرت أنك مصاب بوسواس قهري شديد في العقيدة، وأجبنا على استشارتك، فأنا – أيها الابن الكريم – لا أستسحن أبدا أن تتنقل من تشخيص إلى تشخيص، وتعتقد أنك تعاني من هذه العلل، هذا في حد ذاته سوف يشكل إشكالية كبيرة جدا بالنسبة لك.

أي تشخيص يجب أن يكون من خلال من الطبيب المختص، وحتى نحن على مستوى الشبكة الإسلامية ومن خلال هذه الاستشارات الإلكترونية لا نميل أبدا أن نضع أي تشخيصات إلا إذا كانت المعايير التشخيصية متوفرة. في بعض الحالات هذه المعايير واضحة جدا، لكن في حالات أخرى يتطلب الأمر التمحيص والتأكد من كل شيء.

كثيرا ما يتضح أن مرضى الوسواس يعانون من أشياء أخرى، هنالك من يسمع أصواتا يعتقد أن لديه وسواس، والهلاوس السمعية يعرف أنها تتبع لتشخيصات أخرى. هنالك من يعاني من حديث النفس يعتبر أن ذلك وسواسا، وهنالك من يحس أيضا بنوع من التغيرات النفسية التي لا يستطيع أن يحدد معالمها بدقة، قد يقول لك إنني مصاب باضطراب الأنية.

أرجو حقيقة منك ألا تتعجل في الأخذ بهذه التشخيصات، هذا يضرك كثيرا، ويعتبر في حد ذاته حالة نفسية، فتعامل مع الأمور ببساطة، وعش حياتك بفعالية، لابد أن تكون على مستوى العقل الأفكار والمشاعر والسلوك إيجابيا، كل هذا يجب أن يكون إيجابيا ومنضبطا، ونحن نريد لك حياة طيبة، حياة ناجحة.

بالنسبة لأختك وعلاقتها مع والدتها: طبعا البنت يجب أن تكون قريبة من أمها، ويجب أن تسترشد برأي أمها، والأم دائما تسعى لأن تكون بنتها أفضل منها، والدتك تطالب بالنظافة وأنا أعتقد أن أختك يجب أن تشارك في أعمال المنزل، وتقوم بالنظافة في حدود المعقول، ويجب ألا نستعجل أن والدتك موسوسة حول النظافة، حتى وإن كان هنالك شيء من المبالغة في منهجها، أختك يجب أن تتميز بالحصافة وبالكياسة وبالمرونة، وتكسب جانب والدتها، وتأخذ مبادرات إيجابية. أنا متأكد أن ذلك سوف يحسن العلاقة فيما بينهما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات