هل الأطباء يصفون الأدوية النفسية لذويهم كما يصفونها لنا؟

0 18

السؤال

السلام عليكم

رجاء ألح وأؤكد بكل لطف على الاهتمام بهذا الطلب والتعامل معه بكل صدق وجدية.

هل طبيب النفس والأعصاب يستعمل حقا وفعلا الأدوية النفسية لنفسه وأهله، كما يحرص وبشدة على وصفها لمرضاه وتحريضهم عليها، معددا مزاياها؟

لا تردوا بأن الطبيب كبقية خلق الله يمرض نفسيا ويستعمل هذه الأدوية ،
أريد بكل إلحاح عرض حالات حقيقية لأطباء وأهاليهم يعانون نفسيا، وتداووا بهذه الأدوية، وشفوا نهائيا ودون انتكاسات.

رجاء الاهتمام بمراسلتي كما أتوقع بحسن ظني فيكم، وكما يوحيه اسم الموقع وتوجهاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا من خلال هذه المشاركات، وأنا أؤكد لك أن رسالتك قد وجدت الاهتمام، وقد وجدت الحرص، وإن شاء الله نجيب عليها بكل مصداقية وجدية.

أيها الفاضل الكريم: المبدأ المهني والأخلاقي المنضبط هو أن الطبيب يجب ألا يعالج نفسه، إذا كان طبيبا نفسيا أو طبيبا باطنيا أو في أي تخصص آخر، كما أن الطبيب يجب ألا يعالج أقرب الأقربين له، مثلا أبنائه، والدته، والده، إخوته، هؤلاء إن كانت لديهم علل نفسية أو جسدية يجب أن يعرضهم على زملائه الأطباء.

بالنسبة للطبيب النفسي: أنا أعرف أن هنالك أطباء نفسيين يتناولون أدوية نفسية لحالات معينة، بعضهم يقوم بتشخيص حالته ويتناول الدواء على ضوء ذلك، لكن هذا خطأ، الصحيح كما ذكرت لك هو ألا يعالج الإنسان نفسه أبدا، أن يكون هنالك التزام في هذا السياق.

بعض الأطباء قد يتساهلون مثلا في حبوب النوم، مضادات القلق، إذا أحس الإنسان – أقصد الطبيب النفسي – إذا أحسب بقلق وبتوتر وشيء من اضطرابات النوم قد يلجأ ويتناول بعض الأدوية، لأنه يعرفها، لأنه يعرف صفاتها وآثارها الجانبية، ويسهل عليه الحصول عليها، لكن هذا أيضا ليس بالصحيح.

هذا هو الذي أود أن أؤكده لك أيها -الفاضل الكريم-.

فإذا من الناحية الأخلاقية المهنية: الطبيب يجب ألا يعالج نفسه، ولا يعالج أقرب الأقربين إليه، لكن بقية الأقرباء مثلا من الدرجة الثانية وخلافه لا بأس أبدا من أن يقوم بعلاجهم. فأرجو أن أكون قد أوضحت لك المقصود.

طبعا بالنسبة للأمراض هي موجودة في كل فئات المجتمع – الطبيب وغير الطبيب – وأنا أعرف بعض الزملاء الذين لديهم أقرباء مرضى وقدموهم للأطباء وأنا منهم، والحمد لله تعالى فيهم من شفي، وفيهم من ظل حالته مستقرة، وفيهم من لم تتحسن حالته للدرجة المقصودة أو التي نتمناها، ذلك نسبة لطبيعة الحالة.

إذا سؤالك سؤال جيد، وبالفعل الأطباء يجب ألا يعالجوا أنفسهم، هذه حقيقة يجب أن نؤكد عليها، وهي مهمة جدا، وألا يعالج الطبيب أبنائه أو والديه أو إخوته كما ذكرنا. والطبيب لديه الإمكانية أن يتحدث مع أي من زملائه حول أي قريب من أقربائه ويقدمه للعلاج، وكذلك بالنسبة له.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات