وسواس النوم هل من الممكن أن أتخطاه بدون تناول الأدوية؟

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا يا دكتور وسدد خطاكم.
توفي والدي منذ حوالي ستة أشهر، والحمد لله تقبلت الأمر وصبرت بحكم أنني منذ سنتين عشت نفس التجربة بعد وفاة أمي رحمهم الله جميعا، لكن منذ حوالي شهر جاءتني حالة غريبة تزامنا مع الدورة الشهرية هي الخوف من عدم النوم، فصرت أفكر طوال النهار فيه، كيف، ومتى، وكيف يكون النوم، الشيء الذي كان تلقائيا لم يعد يحدث.

صرت أراقب نفسي متى سيأتيني النوم، وكيف يكون، ما الذي يحصل عند النوم و...، دخلت في حالة اكتئاب، وأبكي بدون سبب، أشتاق لوالدي كثيرا عندما أغمض عيني، دماغي يقاوم عندما أسمع أن شخصا لم ينم، يخفق قلبي وأقول سأصبح مثله لن أنام.

أصبحت أحس بضيق طوال اليوم، وحتى إن نمت لا أرتاح في نومي، وأحيطكم علما بأنني عانيت في صغري مرة من وسواس النوم، لكني تجاوزته بسهولة، أما الآن الفكرة عالقة لا تفارقني، وبحكم أن لدي ألما في المعدة أصبحت حساسة جدا بعد علاجي من جرثومة المعدة، لا أستطيع تناول الأدوية لفترة طويلة، تهلك معدتي، وأيضا لدي قولون عصبي وأخبرني بهذا طبيب استشرته، وتؤثر معاناتي من الإمساك.

هل من علاج دون اللجوء لطبيب نفسي أو تناول الأدوية؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asmaanour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله الرحمة والمغفرة لوالديك ولموتانا وموتى المسلمين.

الاضطراب الذي تعانين منه هو ذو طابع وسواسي، هي مخاوف وسواسية، وحدوث المخاوف الوسواسية مع الاضطرابات الهرمونية أمر معروف، قد يحدث لبعض الفتيات، وكما تفضلت أصلا أنه لديك الاستعداد والقابلية لقلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، حيث إن هذا الأمر قد حدث لك في الصغر.

لكن هذا ليس مرضا، هذه مجرد ظواهر، ويجب أن تتعاملي مع هذا الوسواس بشيء من المنطق، وذلك أن النوم حاجة بيولوجية، لا بد للإنسان أن ينام، وبعد ذلك تضعين الآليات التي تمهد للنوم الجيد والسليم، وأول هذه الخطوات هو تجنب النوم النهاري، وتجنب السهر، وتثبيت وقت النوم ليلا، والحرص على أذكار النوم، وأن تكوني في حالة استرخاء جسدي وذهني قبل النوم، وألا تتناولي الميقظات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين - كالشاي والقهوة – بعد الساعة السادسة مساء، وأن تلجئي إلى التأمل الإيجابي قبل النوم، وذلك من خلال استحضار أفكار طيبة وجميلة وإيجابية، مثلا أن تعدي ليوم غد، بعد صلاة الفجر ما هي الأشياء التي يجب أن تقومي بها، وهكذا تقومين بتغيير الخارطة الذهنية لديك، هذا مهم جدا.

وأريدك أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة: الشهيق العميق والبطيء عن طريق الأنف، والذي يعقبه مسك الهواء قليلا في الصدر، ثم إخراج الهواء عن طريق الفم – وهذا هو الزفير – وأيضا يكون بقوة وشدة وبطء. وهذا التمرين يكرر خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

إذا استصحب الإنسان التأمل والتدبر الإيجابي مع تمارين التنفس المتدرجة، ومع تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها وإطلاقها؛ هذا يعود عليك بنفع نفسي وسلوكي كبير، وأرجو أن تستعيني بأحد البرامج الموجودة على الإنترنت، والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة علمية. هذه التمارين جيدة، مفيدة، خاصة لعلاج الأعراض النفسوجسدية كأعراض القولون العصبي.

طبعا ممارسة الرياضة أيضا مهمة في حالتك لعلاج القولون العصبي، ولعلاج الإمساك، ولهدوء النفس، وكذلك للاسترخاء الجسدي. رياضة المشي ستكون رياضة مفيدة جدا لك.

حاولي أن تتخلصي من الفراغ، املئي وقتك، ووزعيه بصورة جيدة وفاعلة ومفيدة. والتواصل الاجتماعي من الأشياء الضرورية جدا، كذلك التفاعل الأسري الإيجابي فيه خير كثير لك، وطبعا إن شاء الله تعالى أنت من الذين يحرصون على بر الوالدين. تصدقي لهما حتى ولو بالقليل، صلي من كان يصلهم، وعليك بالدعاء لهما في صلاتك وفي كل وقت، وكل هذا إن شاء الله له ثواب عظيم، ويبعث في نفسك طمأنينة كبيرة.

احرصي على الطموحات الأكاديمية، واجتهدي حتى تكوني من المتفوقين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات