لا أستطيع التأقلم على التغيرات الجديدة في حياتي.. ما الحل؟

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة أعاني منها كثيرا، وهي عدم القدرة على التكيف إن صح مسماها هكذا.

حينما يحدث تغيير بحياتي، وإن كان إيجابيا مثلا كالانتقال لوظيفة بمدينة أخرى، أو بلد آخر أو تغيير الشقة، أو زواج، وارتباط وتكوين أسرة ووو إلخ ... أشعر بالسعادة لأيام، لكن بعد ذلك أشعر بحزن كبير، وضيقة لا يعلم بها إلا الله، واكتئاب، ورغبة بالبكاء، وعدم الأمان، وعدم تقبل النمط، أو الحياة الجديدة، والشعور يأتي بين حين وآخر أي لا يذهب، وأتذكر الماضي وأحن لأشياء أو أشخاص بحياتي ...

ما علاج هذه الحالة؟ تعبت كثيرا، ولا أريد تغييرا بحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Badr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

عدم القدرة على التكيف مع المكان ظاهرة معروفة جدا تحدث لكثير من الناس، وأعتقد هي أصلا مرتبطة بتوقعات الإنسان، ما الذي يتوقعه الإنسان حين ينتقل من مكان إلى مكان؟ ما هي المحاسن؟ ما هي الإيجابيات؟ ما هي الصعوبات؟ افتقاده لمحيطه السابق ... وهكذا، وحسب تفاعل الإنسان واجتراره لهذه الأفكار يتفاعل مع وضعه الجديد، ودائما الإنسان في بدايات تفاعلاته الاجتماعية بالفعل يكون متفائلا، ومندفعا اندفاعا إيجابيا، وبعد ذلك حين تواجهه أي صعوبة يحدث تضخيم كبير للمشاعر السلبية.

أنا أنصحك أن تكون دائما حسن التوقعات، وأن تكون حسن التخطيط، حين تنتقل من مكان إلى مكان، أولا: يجب أن تعرف أنك سوف تفتقد أصدقاء مثلا كنت تتواصل معهم تواصلا مباشرا، لكن هذا التواصل سوف يستمر عن طريق وسائل الاتصال وخلافه.

الأمر الآخر: تدارس المنطقة التي سوف تذهب إليها، هذا مهم جدا، التدارس الجغرافي، المكان، الطقس.

والأمر الثالث هو: أن تضع برنامجا يوميا لإدارة وقتك.

والأمر الرابع هو: أن تعطي أهمية قصوى للهدف الذي أتيت من أجله، إذا كان عملا أو دراسة أو حتى إجازة عادية، يجب أن تركز على المهمة التي من أجلها قد أتيت، هذا لا يعني أن تتخلى عن المهام الحياتية الأخرى، لا، أيضا تعطيها اعتبارا كبيرا.

والدعاء – يا أخي – مهم جدا، الإنسان يسأل الله تعالى أن يحفظه في هذا المكان الجديد، وأن ينزله منزلا مباركا، وأن يجعله مكانا طيبا خيرا مما كان فيه، والأمور تسير -إن شاء الله تعالى- هذا ليس مرضا حقيقة، هو نوع من القلق التوقعي الذي يؤدي إلى الظاهرة التي تحدثت عنها.

وأرجو ألا تضخم هذا الأمر من الناحية المعرفية، التجاهل أيضا سلاح ممتاز للتواؤم، وركز على إيجابيات المكان الذي تنتقل إليه، وأهدافك من الحضور لهذا المكان والعيش فيه، هذه كلها حقيقة تخفف عليك، وتجعلك إن شاء الله منسجما ومتفاعلا تفاعلا إيجابيا مع محيطك الجديد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات