حائر في أخذ قرار الطلاق فزوجتي عنيدة وأريد حلا لعنادها.

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج من زوجة متدينة، وعلى خلق، مهندسة ولا تعمل منذ (2015) وحتى الآن، ولدينا طفل عمره 3.5، ولكنها عنيدة وغير مقتنعة بأنها تقوم بأمور البيت وزوجها فهذا أمر طبيعي، ولكن تظن أنها تكون في هذه الحالة خادمة وليست زوجة، نفس رأي أمها.

خلافاتنا كثيرة ولكنها على فترات، ولكن هذه المرة طلبت الطلاق وأنا غير موافق، من أجل ابني وحتى لا أكون ظالمها، مشكلتها الوحيدة عنادها، وعدم الفهم أن قيامها بذلك فخر لها ولحياتها الزوجية، أريد الحل والمساعدة في الإفادة في هذه المشكلة حيث أنها لو دخلت في العناد أنا لن أطلقها نهائيا.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك على تماسك الأسرة ورفضك لمسألة الطلاق، فالطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

وينبغي لكل امرأة تجد رجلا يخدمها ويوفر لها الاحتياجات أن تحمد الله تبارك وتعالى، وتجتهد في القيام بواجباتها كزوجة، وشرف للزوجة أن تقوم بخدمة أطفالها أو طفلها وزوجها، ونسأل الله أن يعينها على الخير.

ومسألة المفاهيم المغلوطة التي تحتاج إلى تصحيح قد تحتاج منك إلى بعض الوقت، ولكن نحن سعداء لأنك لا تنوي ولا تفكر في الطلاق، واجتهد، ونسأل الله أن يعينها حتى تجد عملا أيضا تعين به نفسها وتعينك به، وأرجو أن تدرك أن الذي بينكم أكبر من مجرد عمل أو أموال أو هذه الأشياء والعادات والتقاليد، أو الأشياء التي أخذتها من والدتها كما أشرت.

فتسلح بالصبر واجتهد في الإحسان إليها، وقدر حاجتها، لأن الناس (المجتمع) يقول: (أنت درست وأنت وصلت وأنت مهندسة، ولماذا لا تعملين)، فاجتهد في أن تربطها بالله تبارك وتعالى، وتقوي عندها القناعات، وشجعها، وقل (أنا أيضا سأبحث لك عن عمل، ولكن حتى تجدي العمل ينبغي أن تشرفي بخدمة هذا الطفل وبخدمة زوجك)، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

حقيقة هذه مفاهيم كثيرة موجودة في المجتمعات بسبب ثقافة المسلسلات، وبسبب أيضا التربية الأسرية التي تدفع الفتاة إلى النجاح وكذا، ولا تريد أن تدخل أو تعمل، وهذا من الإشكالات الكبيرة، يعني في كل ديار المسلمين بكل أسف، بعد أن تأثروا بثقافة المستعمر، وإلا فالمرأة شرف لها أن تكون مخدومة، حتى لما جاءت إحدى الناشطات وزارت القاهرة وبغداد ودمشق – العواصم الكبرى – رجعت تقول: (وجدت المرأة المسلمة ملكة، يأتيها زوجها في آخر اليوم وهو يحمل الخبز والتعب والعرق والحب) تقول: (لكنا نحن المغفلات – في الغرب يعني – كان عندنا إصرار لأن تساوى مع الرجل، وأن نزاحمه، وأن نشاركه، فقبل الرجل، وكنا نحن الأغبياء) كما تقول يعني لنفسها، تقول: (فشاركناهم في التعب والعرق والكدح، ولم يشاركونا في الحمل ولا في الوضع ولا في الإرضاع)، وهنا تتجلى عظمة هذا الدين العظيم الذي يجعل المرأة مخدومة والرجل هو الذي يسعى وهو الذي ينفق، يعني كما قال الله: {بما أنفقوا من أموالهم}.

فنسأل الله أن يعينك على الخير، وعموما تمسك بأسرتك، وتلطف معها، فإن المشكلة في المفاهيم المغلوطة تحتاج إلى وقت كبير حتى يحدث التصحيح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات