كيف أغير شعوري وأحب والدي فأنا أكرهه كثيراً؟!

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري 20 سنة، أكبر أخواتي، لا أستطيع أن أتقبل والدي بسبب أنه كان يضربني ضربا مبرحا وشديدا جدا في صغري، وبدأت أكرهه كثيرا، وللأسف تعلقت بشاب لمدة 8 سنوات، ولا أستطيع أن أبتعد عنه.

المشكلة أن والدي أسلوبه تغير معي، وأصبح يعاملني معاملة حسنة جدا، ولكني لا أستطيع أن أتقبله نهائيا، أريد طريقة أستطيع بها أن أحب والدي؟

وسؤال: هل طبيعي أن الأب يضرب أولاده ببشاعة لكي يحسن من سلوكهم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يرزقك بر والديك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن فضل الوالدين عظيم، وهم أكثر الناس وأولى الناس حقا على كل إنسان بعد ربه الخالق الكريم سبحانه وتعالى، والشريعة لم توصي الوالدين بحب أبنائهم، ولكن ركزت على حب الآباء وطاعتهم والتقرب إلى الله تعالى ببرهم، ومهما حصل من الوالد في سنوات الصبا الباكر بالنسبة لك إلا أنه يظل أبا، ويظل من حقه الاحترام والتقدير والحب والإكرام، وحتى لو كان في نفسك غير هذا تعوذي بالله من الشيطان، واجتهدي في عدم إظهار هذا النفور وعدم الحب له، و-الحمد لله- الوالد غير أسلوبه، وأصبح يعاملك بطريقة جيدة، ونحن لا نوافق الوالد – وأي والد – على قسوته مع أبنائه وبناته، سواء كان في صغرهم أو بعد بلوغهم – مراحل المراهقة وبعدها –ولكننا ينبغي أن نتذكر جميعا أن شدة الوالد أو شدة الوالدة يريد منها المصلحة، وهذا طبعا نحن لا نوافقهم عليه، يقولوا (حتى ينشئوا ناجحين لابد أن نشد عليهم)، وهذه مفاهيم كانت موجودة، ورحم الله الآباء والأجداد الذين كانوا يستخدمون هذا الأسلوب.

وعليه فنحن ندعو دائما الأبناء والبنات إلى أن ينظروا إلى نيات وقصد آبائهم وأماتهم لا إلى عملهم، فالنية والقصد جميل، لكن العمل فيه قسوة، وقد يكون فيه عقوبة وضرب، لكن الإنسان لما يعرف أن النية طيبة فإنه ينبغي أن يتجاوز، خاصة بعد أن أصبحت القسوة من الماضي.

فتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، أظهري لوالدك كل الود والحب، واغفري ما حصل، وعندما يرزقك الله بأبناء اجتهدي في أن تتفادي معهم القسوة بعد أن وجدت آثارها المظلمة والسيئة عليك، وما يحصل من بعض الآباء والأمهات من ضرب الأبناء والبنات طبعا لا يقبل من الناحية الشرعية، والضرب إذا تعين حلا فينبغي أن يكون في إطار ضيق جدا ووفق ضوابط عجيبة حددتها الشريعة، (ألا يتخذ عادة، ألا يضرب بما يكسر عظما أو يخرق جلدا، أن يتجنب الأماكن الحساسة، أن يتأكد أن الضرب يؤثر وينفع، ألا يتوالى الضرب في مكان واحد، ألا يتخذ الضرب أمام الأضياف وأمام الزملاء، ألا يتابع الضرب بتوبيخ ...) يعني هناك شروط عجيبة جدا، أرجو مراجعتها في مواضيعها، هذا إذا تعين الضرب، ولكن يؤسفنا أن نقول أن هناك من يضرب، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما، والكمال هو هدي النبي -عليه صلاة الله وسلامه-.

ولذلك أرجو طي تلك الصفحات، وكلما ذكرك الشيطان ما كان من القسوة تذكري أن الوالد كان يريد المصلحة، وتذكري أنه أيضا ليس عندهم العلم الصحيح حتى يربوا بالطريقة الصحيحة.

نسأل الله أن يرزقك بر والديك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وشكرا لك على هذا التواصل، وأرجو وأكرر: لا تظهري للوالد أنك لا تحبينه، أو أنك غير راضية، إلى غير ذلك من الأشياء التي لا تفيد بعد هذه الأزمنة الطويلة.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات