ما سبب التلعثم في الكلام، وقول عكس المراد قوله؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تعلثم في الكلام، وأحيانا أتحدث بعكس المقصود، مثلا عندما أود القول بأنني جائعة أكتشف أني قلت العكس، أو عندما أريد أن أقول لشخص يعجبني حذائك مثلا، أجد أن ما قلته هو يعجبني قميصك، كل ما أقصده في رأسي يخرج عكسه من فمي، هذه المشكله تسبب لي حرجا كبيرا، حتى أني فقدت رغبتي في الحديث مع الناس، أتمنى أن تفيدوني، فما سبب المشكلة؟ وهل هي نفسية أم عضوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أنا تدارست حالتك هذه، والتفسير الوحيد الذي وجدته أنه في الغالب يكون لديك شيء من القلق والتوتر الداخلي الانفعالي الذي يجعلك تتلعثمين في بعض المواقف، وأحيانا يكون هنالك حديث بغير ما هو مقصود، أو عكس ما هو مقصود، ولكنه لا يخرج عن النطاق العام حول الموضوع الذي تقصدينه: هذا أيضا يدل على أن التركيز أصبح مشوشا في هذه الحالة، وهذا أيضا قد نربطه بالقلق وبالتوتر.

طبعا أنت في كامل وعيك، وفي كامل إدراكك، وأنت مستبصرة ومرتبطة بالواقع، فإذا لا يوجد خلل إدراكي حقيقي، لا عضويا ولا نفسيا، هو أمر بسيط جدا، مرتبطا فقط بقلق التوتر، وكل ما أنصحك به هو أن نقول لك: لا تقلقي، حاولي أن تعبري عن نفسك أولا بأول حتى لا يحدث نوعا من الاحتقان النفسي السلبي، وتعلمي فنون التواصل الاجتماعي الجيد، والتي تتطلب أن يراعي الإنسان تعابير وجه، ونبرة صوته، ولغة جسده حين يخاطب الآخرين.

ومن المهم جدا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين كثيرة جدا للاسترخاء العضلي والنفسي، وقطعا سوف تفيد في حالتك هذه تماما. توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية القيام بتمارين الاسترخاء، وأيضا الأخصائيين النفسيين لديهم مقدرة كبيرة جدا على تدريب الناس على هذه التمارين. فإذا احرصي على هذه التمارين.

أيضا تجنبي السهر، لأن النوم الليلي المبكر يجعل خلايا الدماغ في حالة استقرار تام، وكذلك الخلايا الجسدية مما يحسن من تركيز الإنسان.

قراءة القرآن الكريم بتجويد وإجادة كاملة قطعا هذا يحسن التركيز، ويجعل الإنسان يفكر في شيء واحد في ذات اللحظة، ونحن دائما يجب أن نستعمل حواسنا جميعها حين نفكر في أمر معين، وهذا يمنع قطعا التشتت الذهني وأن يقول الإنسان ما يقصده بشكل جيد وكامل.

أنا أعتقد أنك أيضا إذا تناولت أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق وللتوترات هذا قد يفيدك. عقار (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة يوميا مثلا لمدة شهر قد يكون مفيدا في حالتك.

أنا لا أرى أنك تعانين من مشكلة عضوية، الأمر هو ظاهرة نفسية بسيطة، وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات