أحياناً لا أستطيع الصلاة من شدة الوسواس العقلي.. أرشدوني

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مريضة، أعاني من صعوبة في النوم، أرق لا أنام بالنهار، ولا أشرب الشاي أو القهوة، آخذ منومات ومضادات اكتئاب ميترزابين وميلاتونين وبروزاك بنادول نايت وديفينهيدرامين هيدروكلوريد، وسببت لي زيادة في الوزن، أمارس الرياضة، وأسمع الرقية الشرعية ما تفيد معي، أحيانا لا أستطيع الصلاة من شدة الوسواس العقلي، جعل الدم يخر من رأسي، والمصيبة أنه لا أحد يساعدني، ولا أحد لي، محتاجة للمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أنت لم تذكري عمرك، لكن أقول لك بصفة عامة: صعوبات النوم قد تكون مرتبطة بوجود قلق، أو شيء من عسر المزاج، أو نمط الحياة في حد ذاته ليس على وتيرة متجانسة، فالإنسان يجب أن يكون فكره فكرا إيجابيا لتتحول مشاعره إلى مشاعر إيجابية، وكل هذا يتأتى من خلال الأفعال الإيجابية.

فإذا نظمي وقتك، ضعي لنفسك أهدافا، وضعي الآليات التي توصلك إلى أهدافك وطموحاتك، وموضوع أن لا أحد يساعدك: أنا متأكد أنه لديك في أسرتك من يبدي عطفا نحوك، ونوعية المساعدة التي تطلبينها: يمكن أن تتحدثي مع أحد أفراد أسرتك، لكن بأي حال من الأحوال الإنسان يجب ألا يشعر بالدونية، يجب ألا يشعر بالنقص، وأنا أعتقد أنك إذا نظمت وقتك وحددت أهدافك وكنت إنسانة إيجابية وفعالة لن تحتاجي لمساعدة أحد، ربما الإنسان يحتاج دائما للألفة الاجتماعية مع أسرته، علاقات طيبة مع الصالحين من الناس، إذا كان الإنسان في عمله يطور نفسه، إذا كان في مرفقه الدراسي أيضا يجتهد ... فاجعلي أهدافك العليا في الحياة أهدافا راقية، وكوني دائما في الجوانب الإيجابية، لا تكوني في الجوانب السلبية أبدا.

صحتك النومية تتحسن من خلال الأشياء المعروفة: تجنب النوم النهاري، مهم جدا، تثبيت وقت النوم ليلا، الحرص على أذكار النوم وقراءة شيء من القرآن ولو سورة الملك، مهم جدا، تجنب الميقظات (المشروبات) بعد الساعة السادسة مساء.

وبالنسبة للأدوية: أنت تناولت أدوية كثيرة، قطعا تكون وصفت لك بواسطة أطباء، فيمكن أن تذهبي وتقابلي أحد الأطباء النفسيين، هنالك عقار يعرف باسم (ترازودون Trazodone) محسن للمزاج ومحسن للنوم، ولا يسبب الإدمان، ولا يؤدي أيضا إلى زيادة في الوزن، من الأدوية الممتازة جدا.

وأنا حقيقة أقترح لك هذا الدواء، لكن يفضل أن تذهبي وتقابلي الطبيب، ولا تكثري أبدا من استعمال الأدوية، دواء واحد سيكون كافيا، مثلا إذا كان الخيار هو الترازودون: تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها مائة مليجرام ليلا، وهذه جرعة كافية جدا، يمكن أن تستمري عليها حتى لمدة ستة أشهر مثلا، ثم تخفضي الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، المهم هو أن تكوني إيجابية، وأن تكوني متفائلة، واحرصي على صلواتك في وقتها، وكوني بارة بوالديك، قومي بواجباتك الاجتماعية ... هذه كلها دعائم نفسية علاجية إيجابية وممتازة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات