هل أخطأت عندما تكلمت مع زميلي؟

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أدرس العلوم، في السنة الماضية لم أكن أدرس مثل هذه السنة، في الصف كنت أجلس وراء بعض الشباب يدرسون كثيرا، أنا انبهرت بذلك الاجتهاد، لم أر مثله خاصة الذكور، عندما رأتني تلميذة قالت لشاب أني أعجبت به، أنا لم أسمع هذه الكلمات، لكن كان المغزى واضحا، بدأ الشاب يتصرف بتصرفات ملفتة قبل هذا كنت تراسلت معه ليرسل لي صور بعض الدروس، أنا أتجنب الشباب ولا أحادثهم، عندما لم يجيبوا على زميلاتي قلت للشاب أرسل لي الدروس، رأيته مؤدبا فقلت لأسأله، بعدها بدأت التصرفات تزداد، أتجنب النظر إليه، أغض بصري، لكن في كل مرة أراه ينظر إلي بنصف عينه، أو يمثل أنه يمسح نظارته ويدور إلى الوراء، أنا أستحيي كثيرا؛ لذا عندما ينظر إلي شاب تحمر وجنتاي، لا أعرف التصرف الآن قد يعتبر أنني أعجبت به وأنا عكس ذلك، في الأيام الماضية قال لصديقتي: هل ندرس في مادة ما؟ أنا رغم ذلك سألت أمي هل من العيب أو من الخطأ إذا درست في الهاتف مع شاب وفتاة؟ قالت في موضوع الدراسة تحدثي وأسألي لكن غير ذلك لا، بعدها قلت لصديقتي طيب سأدرس معكما، ظننت سيرسل صفحة من التمارين المدرسية وسنجيب عنها وإرسالها، لكن تفاجأت عندما قالت لي صديقتي سنتحدث مكالمة لندرس، فقلت لها لا، فأنا أستحيي، عندها ضحكت وقالت حسنا، والله لا أعرف هل إرتكبت خطأ عندما كنت أسأله عن الدراسة؟ قد يكون يظن شيئا آخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Laila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على حياء، وتدل على عفة، وتدل على رغبة في الخير، أسأل الله أن يحفظك وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لقد أحسنت -ابنتنا الفاضلة- أولا لرفضك في التوسع في العلاقة مع الشباب، وأحسنت – مرة أخرى – في رجوعك للوالدة، فإن هذا دليل على كمال عقلك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكثر من أمثالك من الصالحات ومن الحريصات، ونسأله تبارك وتعالى أن يهيئ لأمتنا تعليما مريحا تبتعد فيه المرأة عن الرجل، فإن هذه الشريعة التي أنزلها خالق النساء والرجال باعدت بين أنفاسهم حتى في أطهر البقاع، حتى في بيوت الله، فجعلت خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال.

فالتزمي بآداب هذا الدين العظيم، واثبتي على ما أنت عليه من الخير، وتجنبي الصديقات اللائي لا يحرصن على مثل هذه الأمور، والحمد لله ستخرجين من هذا الموقف رابحة، وسيعرف الشاب أنك حريصة على أن تلتزمي حدود الشرع، وستصل الرسالة التي تجعل الشاب يوقن إما أن يقدم على خير ويأت البيوت من أبوابها في الوقت المناسب، وإما أن يتأخر ويبتعد، وهكذا يثمر العفاف، يثمر الحياء.

فالمرأة التي تتدثر بحيائها بعد إيمانها تكون في حفظ من الله، يعظم قدرها عند الشباب، ويعظم قدرها عند أهلها، ويكتب ثوابها عند الله تبارك وتعالى.

فاستمري على ما أنت عليه من الحرص والخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، ولا تتأثري بضحكات الزميلات عندما تتكلمي عن حيائك أو عفتك أو عدم رغبتك في أن تختلطي بالشباب أو تقتربي منهم، فأنت على الخير، فلا تستوحشي، والإنسان ينبغي أن يسير على طريق الخير والحق دون أن يستوحش من قلة السالكين، ولا يدخل في طريق الباطل والنفق المظلم مغترا بكثرة الهالكين.

نسأل الله لنا ولك التوفيق، ونكرر الترحيب بك في موقعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات