مزاج سيء، و ذاكرة سيئة، وتفكير لا ينقطع رغم تناول الأدوية، فما العمل؟

0 20

السؤال

السلام عليكم.

آخذ (الفلوزاك بجرعة ٤٠ مليجراما) منذ ١١ أسبوعا، ولا أحس بتحسن نهائيا، والدكتور قام بزيادة (الاميكتال ١٠٠ قرصا) مرتين في اليوم، وقام بزيادة جرعة (الفلوزاك ال ٦٠ مليجراما)، ولكن حالتي أصبحت أسوأ، والغثيان زاد جدا، وأصبح هناك قي، فقام الطبيب بإرجاع الجرعة إلى ٤٠ ملج، فقل الغثيان، وعندما قلت له على وجود أفكار انتحارية قام بزيادة (بيريانيل) فقلت جدا الأفكار الانتحارية،
ولكن لا يوجد تحسن على (الفلوزاك) من حيث الحالة المزاجية والذاكرة السيئة، والتركيز السيء، والرؤية الضبابية، والتفكير المستمر طوال الوقت.

ماذا أفعل هل استمر على (الفلوزاك)، وهل سأحتاج إلى زيادة الجرعة مرة أخرى؟ وهل (اللاميكتال) سوف يأتي بنتيجة هو (البيريانيل) إذا صبرت عليهم ومتى؟

قمت بتغيير المعالج النفسي الذي كنت أحضر معه العلاج المعرفي السلوكي وذهبت لآخر، أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الخطة العلاجية الدوائية حقيقة رائعة جدا، الطبيب قام بخفض الـ (فلوزاك Fluozac ) إلى أربعين مليجراما، وأعتقد أن هذه جرعة كافية جدا، لا داعي لستين مليجراما أبدا، لأنك تتناول مائتي مليجرام من الـ (لاميكتال Lamictal) في اليوم، وهو دواء رائع.

هذه الأدوية في بعض الأحيان تكون بطيئة الفعالية، ولابد أن نتيح لها المجال ليتم البناء الكيميائي الكامل، وحقيقة أعجبني منهج الطبيب حين قام بإضافة الـ (بيريانيلPrianil ) وهو الـ (ليثيوم Lithium)، الليثيوم حتى وإن كان دواء قديما لكنه من أفضل مثبتات المزاج ومزيلات الاكتئاب، وربما يكون الأفضل، ويعرف عنه أنه بفضل من الله تعالى طارد تماما للأفكار الانتحارية، فأرجو أن تعض عليه بالنواجذ، وأن تتبع البروتوكول العلاجي كما هو.

إذا رزمتك العلاجية الدوائية ممتازة، أربعون مليجراما من الفلوزاك، ومائتا مليجرام من اللاميكتال، وبالنسبة لليثيوم: أنت لم توضح الجرعة، لكنها على العموم لا تتعدى ثمانمائة مليجرام في اليوم، وطبعا لابد أن يكون هناك فحص للدم للتأكد من مستوى الليثيوم، وكذلك التأكد من مستوى وظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكلى. هذا نوع من البروتوكولات المطلوبة، لكن الدواء سليم، والدواء رائع، وباستمرارك في تناوله سوف يزداد التحسن لديك، وكذلك اللامكتال.

فأعط هذه الأدوية فرصة كاملة، وساعد نفسك أيضا، فعالية الأدوية في بعض الأحيان لا تتأتى بصورة كاملة إلا إذا زدنا من تفاؤلنا ومناشطنا الاجتماعية، والإنسان لابد أن يحس بالرضا، وأن تكون نفسك متسامحة، وأن تكون لك نظرة إيجابية نحو المستقبل، وأن تنظم وقتك، والرياضة، والصلاة والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، هذه مكونات علاجية رئيسية جدا، ودائما احرص على النوم الليلي المبكر لتستيقظ مبكرا، وتبدأ يومك بعد صلاة الفجر.

إن شاء الله تعالى سوف تحس حقيقة بقيمة الحياة، والفكر الإيجابي سوف يكون هو المهيمن.

بالنسبة لموضوع المعالجين النفسيين: طبعا الإنسان يجب أن يكون مع المعالج الذي يرتاح له، لكن أنا أؤمن إيمانا قاطعا أن العلاج السلوكي الرئيسي يجب أن يكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بحياتنا اليومية: أن نحسن إدارة وقتنا، هذا أمر ضروري، النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، الإنسان يحاول أن يعطي كل نشاط ما يحتاجه من الزمن، حتى العبادة، حتى القراءة، الترفيه عن النفس، الغذاء المتوازن.

فيا أخي الكريم: هذا هو أفضل علاج سلوكي من وجهة نظري، وأن تكون دائما إيجابي التفكير والسلوك والمشاعر، هذا هو المطلوب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات