الحيرة في اختيار الخاطب

0 17

السؤال

السلام عليكم

تقدم لخطبتي شابان كلاهما في نفس العمر، الأول ابن عمي، وهو يحبني منذ الصغر، وهو شاب على خلق ودين ومهذب ومسئول، أعرف عنه كل صغيرة وكبيرة، ويخاف الله في كل أمر يفعله، طلبني أكثر من مرة، ويحاول أن يبني مستقبله بأفضل شكل لكي يعيشني حياة كريمة، ولكنه يعمل معلم تربوي خاص، ومدرب للأشخاص ذو الاحتياجات الخاصة.

أما الشاب الثاني فقد تقدم لي من خلال اقتراح ابن خالي، ولا نعرف عنه أي معلومات سوى أن عائلته محترمة، وحالتهم الاجتماعية جيدة، وعندما سألنا عن الشاب قالوا أنه مهذب وأخلاقه جيدة، ويعمل في وظيفة نظم معلومات إدارية، ولكن لم تتم المقابلة بيني وبينه لتحديد مدى قبولنا لبعض.

أنا في حيرة من أمري، أشعر أنني مرتاحة جدا لابن عمي، وأشعر بالأمان وبعض الانجذاب له، ولكنني لم أعرف إذا كانت هذه المشاعر هل هي مشاعر معزة كابن عم، أم مشاعر خاصة بالحب؟ ولا أعلم إذا قبلت به هل يكون قراري صائبا؟ وأشعر بالقلق إن قابلت الثاني ورفضته، فقد يكون هو أفضل لي من ابن عمي.

أنا في حيرة في أمري، خاصة أن ابن عمي منتظر مني الرد منذ أكثر من 4 أشهر، وإلى الآن لم أقرر، وكنت سأقرر بالموافقة، ولكن تقدم الشخص الآخر جعلني في حيرة، خاصة أنني أفكر بطريقة عقلية ولا يوجد مشاعر حب، ولكن يوجد بعض الانجذاب والارتياح لابن عمي، ولكن الآخر لم أعرفه بعد.

صليت الاستخارة كثيرا لكي يسهل الله أمري، فكيف أفكر بشكل صائب؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع.

لا شك أن ابن العم في المنزلة الرفيعة، وهو بالمواصفات المذكورة مواصفات عالية، على خلق ودين ومهذب ومسؤول، وهو الذي طلبك في البداية، وتجدين في نفسك ميلا إليه، فنحن ندعوك بالقبول بابن العم، ونرى أنه الأفضل لك، والأحق بأن ترتبطي به، بعد ذكرك لهذه المواصفات، وأيضا لكونه تقدم قبل الثاني، ولكونه مصر، ويحاول أن يبني حياته على أسس صحيحة.

أما الثاني فنرى أن مجيئه كان متأخرا، وكونك لا تعرفي عنه شيئا، وكونك لم تقابليه، هذه أمور أرجو أن توضع في الاعتبار.

على كل حال: ابن العم بهذه المواصفات المذكورة -وهي مواصفات شرعية ومطلوبة- والأهم من كل هذا هو الميل الحاصل؛ لأن الميل الحاصل هو أهم الشرائط، طالما وجدت الأخلاق ووجد الدين، وهو معروف، أنت تقولين أنك تعرفي عنه كل صغيرة وكبيرة، و(الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، فابن عمك يريدك ويميل إليك، ومشاعره تجاهك، وأنت تبادلينه المشاعر، و(لم ير للمتحابين مثل النكاح).

ولذلك نحن نرجح أن تقبلي بابن عمك، واعتذروا من هذا المتقدم (الثاني)، ولا داعي لمقابلته، ونسأل الله أن يكتب لنا ولكم التوفيق والسداد، ونكرر لك الشكر على التواصل المستمر مع الموقع، ولا شك أن أسرتك لها رأي، ولكن المسألة واضحة، بعد شروط وبعد النقاط التي أشرت إليها في ثنائك على ابن العم، وابن العم فاعلم جناحه، وهل ينهض البازي بغير جناح، (والبازي: جنس من الصقور الصغيرة أو المتوسطة الحجم).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات