الأطفال يأخذوا الألعاب من أطفالي عنوة، فما التصرف المناسب في هذا الموقف؟

0 15

السؤال

السلام عليكم.

لدي استفسار صغير، وأتمنى الإفادة.

أنا أم لطفلين صغيرين لم يتجاوزوا الثلاث سنوات، ويزورنا أحد أقاربنا مع طفلتهم ذات السنة ونصف ولكنها تأخذ ألعاب أطفالي من يديهم دائما، وأنا كنت مسبقا قد علمتهم معنى المشاركة، ولكن عندما أطفالي يشاركوها ألعابا يسارعوا أهلها للتدخل وإيقاف ذلك من خلال تعليمها أخذ الألعاب وتحصيل حقها بحجة تقوية الشخصية، ويقوم أبوها أحيانا بتوبيخ أبنائي، فما هو التصرف السليم في هذا الموقف؟

وشكرا على الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mohamad1996 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيتها الأم الفاضلة، شكرا على هذا السؤال الرائع، وعلى هذا الحرص على تربية أبنائك على هذه المعاني الجميلة.

أبنائك سيستفيدون من تربيتك، والطفل هذا القريب سيتضرر من تربيتهم، فلذلك لا تتركي ما عليه أنت من الحق والخير لأجل ممارساتهم الخاطئة، فمن المهم أن نعلم أطفالنا أن يشاركوا الآخرين الألعاب التي عندهم، ولكن إذا رفض الأطفال – خاصة بعد سنة أو يزيد عليها قليلا – سيدخلون في مرحلة الدوران حول النفس، وهذه مرحلة طبيعية قد يتحولوا فيها إلى منع الآخرين من ألعابهم، وبالتالي لا مانع من أن نفاوضهم، لكن لا نعيب عليهم إذا رفضوا أن يعطوا الآخرين ويشاركوهم الألعاب.

وأنت أحسنت بهذه التربية وبهذا الحرص، وأرجو أيضا أن تحاولي إرضاء أبنائك ريث ما يذهب هؤلاء الضيوف، لأن زيارة هؤلاء في أوقات محدودة، وطريقتهم غير صحيحة، وهذا نوع من الدلال الزائد لطفلتهم الصغيرة أو لطفلهم الصغير، ولذلك أرجو ألا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، ولكن ينبغي أن نعلم أن الطفل في السنوات الأولى هو طفل مخدوم، ولكن بعد ذلك تأتي مراحل لا بد أن نعرف خصائصها، فبعد سنتين تبدأ مسألة العناد، ويبدأ التقليد الآلي، وثلاث سنوات تبدأ العاطفة وهي ثورة عاصفة، وأربع سنوات أو ثلاث سنوات ونصف يبدأ حب التملك، وهنا أيضا يبدأ الخلل حب التملك والرغبة في زيادة الملكية، كذلك أيضا أربع سنوات تبدأ فيها كثرة الأسئلة والفضول الزائد، وخمس سنوات يأتي فيها التمركز حول النفس، وست سنوات ... يعني: إلى آخر هذه المراحل، سبع سنوات فيها التدبر والتأمل، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين)، فهم هذه المراحل من الأهمية بمكان، وهي مما يعين المربي على فهم ما يحدث من أبناء صغار.

وتوبيخ هذا الضيف للأبناء في غير مكانه الصحيح، وأرجو أن تمتصي ذلك، وتحاولي محوه بعد ذهاب هذا الضيف لكونه من الأقارب، واحرصي دائما على أن تذكري الجميع بضرورة أن يستمعوا للمحاضرات التربوية حتى يعرفوا الأساليب الصحيحة من الخاطئة، وأحيانا تكون الطفلة أو الطفل أول واحد، ووحيد، والأسرة تبالغ في دلاله وتعطيه كل ما يريد ويأخذ من الآخرين، هذا حقيقة ليس في مصلحة الطفل.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على فهم احتياجات أبنائنا وبناتنا حتى نعرف كيف نربيهم بالطريقة الصحيحة. وليس هناك عيب في الأطفال، لأن الأطفال يولدوا هكذا، ودور المربي هو أن يصوب، فقد يوجد يأخذ ألعاب الآخرين، ويوجد طفل يعطي الآخرين، ويوجد طفل لا يعطي ولا يأخذ، ويوجد طفل يأخذ ولا يعطي، وهكذا... دور المربي هو أن يعدل هذه الأمور، فيأت لمن لا يعطي أبدا فيربيه على المشاركة، ويأت لمن لا يعطي ويأخذ أبدا يعوده على عدم العدوان على حقوق الآخرين، حتى نصل للنموذج المثالي.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات