أعاني من دوخة ونوبة هلع، فما السبب؟

0 7

السؤال

السلام عليكم.

منذ شهر يوليو 2020 أحسست بدوخة تذهب وتعود، وظننت أنها من حبوب الروكتان فتركتها، فأنا لم أستخدمها إلا لمدة شهرين، ثم انتابتني نوبة هلع، ومن ذاك الوقت نوبة الهلع تأتيني بشكل منفصل، لكني كثيرة القلق والتوتر، والدوخة مستمرة أغلب الوقت، وأشعر بضغط برأسي، وعند الوقوف تعتم الرؤية عندي، وصداع بالشق الأيمن من رأسي، وبداخل عيني، ولدي قصر نظر وانحراف، عند نزع النظارة أرى الأشياء البعيدة البيضاء فقط مزدوجة، لا أعرف السبب، وأشعر بتشويش وتشتت وعدم الواقعية.

أرجوكم أن تردوا علي بسرعة، لأني سأدخل في فترة اختبارات، وأنا متفوقة، لكن هذا الشي يسبب لي الإزعاج، ولا أستطيع التركيز، وأيضا كنت أعاني من خفقان، لكنه اختفى تقريبا.

قل وزني 11 كيلو، ذهبت إلى المستشفى مرة واحدة فقط، وكان قد انتابتني نوبة هلع قوية وقتها، وظنتت أنها نوبة قلبية، عملت أشعة للصدر وفحص الدم وتخطيط القلب، كانت النتائج سليمة، ولكن لا أعلم ما سبب الدوخة التي لا تتركني والقلق والخوف وتكبير الأمور، ولا أستطيع أن أذهب مرة أخرى، لأن أهلي يقولون لي أني أبالغ وأضخم الأمور، ولا يصدقوني، أيضا أمي متوفية منذ 6 سنوات، لكن بهذا العمر لا أستطيع أن أخرجها من رأسي، دائما ما أتذكرها وأبكي بشدة عليها، ولا أستطيع أبدا نسيانها، تعبت جدا، ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ shrifa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة كانت في جلها تتمركز حول وساوس الموت والخوف من الموت، وقد قام الأخ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر بالإجابة عليها.

أنت الآن عمرك ثمانية عشر عاما (18)، والأعراض التي لديك هي أعراض قلق المخاوف، ويظهر ذلك أحيانا في شكل نوبات هرع وعدم ارتباط بالواقع، وكذلك عدم القدرة على التركيز، وموضوع نوبات الدوخة: هذا كله مرتبط بقلق المخاوف، وليس أكثر من ذلك، وقلق المخاوف كثيرا ما يكون مصحوبا بأفكار وسواسية أو أفكار سلبية أو كلاهما، وهذا قطعا ينتج عنه أيضا عسر في المزاج.

أنت أيضا لديك هذه الإشكالية، وهي عدم التكيف مع وفاة الوالدة، نسأل الله تعالى لها الرحمة، ولا أحد يطالبك أبدا أن تنسي والدتك، على العكس تماما، اسألي الله تعالى لها الرحمة والمغفرة، تصدقي لها ولو بالشيء القليل، وصلي ودها من كانت تصلهم، وهكذا، هذا يعطيك إشباع نفسي كبير جدا حيال والدتك وحيال مفهوم الموت، وأن الموت أمر قاطع، ولا جدال ولا حوار حوله، وفي ذات الوقت يجب أن تكون لديك في داخل نفسك الدافعية والشعور والإصرار على أن تشرفي والدتك حتى بعد موتها، بأن تكوني من الناجحين ومن المتميزين ومن الذين أنعم الله عليهم بنعمة الدين والصلاح والعلم.

فالأحداث السلبية في الحياة يمكن أن يحولها الإنسان إلى إيجابية، بل الأحداث السلبية كثيرا ما تمثل دافعية أساسية نحو النجاح.

فبالنسبة لأعراضك هي أعراض قلق مخاوف، وشيء من الوسوسة، وموضوع النظر والطشاش والازدواجية: طبعا القلق قد يلعب دورا في ذلك، لكن هذا الأمر أيضا يجب أن يعرض على طبيب العيون لتتأكدي من أنه لا توجد علة عضوية حقيقية تؤدي إلى هذا.

طبعا الذهاب إلى طبيب نفسي أو حتى إلى طبيبة الأسرة سوف يفيدك، لأنك تحتاجين لتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وهنالك دواء يعرف باسم (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (زولفت) كما أنه يسمى (لوسترال)، وربما يوجد تحت مسميات أخرى. هذا من الأدوية الرائعة جدا، ويناسب عمرك، وهو سليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وهو من أفضل الأدوية التي تعالج قلق المخاوف، وتحسن المزاج، وتزيل الوساوس.

جرعة الدواء في حالتك هي أن تكون البداية نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تتناولين حبة كاملة - أي خمسين مليجراما - لمدة شهر، ثم تجعلينها حبتين يوميا - أي مائة مليجرام - يتم تناولها كجرعة واحدة، وتستمرين عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

الدواء دواء سليم ورائع، وأنا متأكد أن الطبيبة سوف تصف لك نفس هذا الدواء أو دواء قريب له مثل الـ (سيبرالكس). عموما : إذا نحن ركزنا على العلاج الإرشادي، وكذلك العلاج الدوائي، وأنا متأكد أنه -إن شاء الله تعالى- سوف تتحسن حالتك كثيرا جدا، ومن ناحية التشخيص الأمر واضح، وكذلك الآليات العلاجية أوضحناها لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات