رفض أهلي الزواج من الفتاة التي أريدها، فماذا أفعل؟

0 37

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب وجدت الفتاة المناسبة لي، وفاتحت أهلي بالموضوع، ولكن أهلي رفضوا رفضا شديدا، والسبب هو أن الفتاة ليست من العائلة والقبيلة، وعادة عائلتنا في الزواج هي: عندما يكون الشاب جاهزا للزواج الأم تقوم باختيار الفتاة له، وليس الشاب هو الذي يختار الفتاة.

كيف أقنع أهلي بهذه الفتاة وعائلتها؟ مع العلم أنها قبيلية ومن أصل ونسب وإنسانة جيدة جدا، وأنا أريد الحلال معها، ولكن المشكلة هي اختلاف القبيلة والعائلة.

أرشدوني كيف أقنع أهلي بأكثر من طريقة؟ وهل يجوز لهم الرفض لسبب كهذا السبب؟ وكيف أبين لهم إذا لم يجز لهم رفض الفتاة لهذا السبب؟ فأنا أعلم أنه ليس من الدين، وأنه مجرد عادة وتقليد اتبعتها أسرتي منذ زمن، وإذا استمر الرفض ماذا أفعل؟

أنا والله أريدها، وأريد الحلال معها وربي يشهد علي، أريد حلا حقيقيا وأفكارا كثيرة لإقناع أهلي بذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك بنت الحلال، وأن يعينك على طاعة الكبير المتعال.

لا يخفى عليك أن مسألة الاهتمام بتقاليد الأسر وبما اعتادوه من الأمور المهمة، لأن السباحة ضد التيار متعبة للإنسان، وخاصة عندما تكون الأسرة عندها مثل هذه المراسيم المحددة التي تحرص فيها على أن يكون دور الأم هو الأساس في اختيار الفتاة.

وأنا أريد أن أقول: أيضا من المهم أن تكون للشاب الفرصة الكبيرة في القبول بالفتاة التي يجد الراحة والميل إليها، لأن الأم ليست من تتزوج، ولكن الشاب هو صاحب المصلحة، وقرار الزواج دائما الشريعة تضعه بين يدي الشاب والفتاة، ودور الأهل من هنا وهناك هو دور إرشادي وتوجيهي، والمساندة والمساعدة. لكن الزواج خيار خاص للإنسان، هو الذي يختار من تعجبه، فقد تأت الأم بأجمل فتاة ولكن لا يرتاح إليها، لأن التلاقي بالأرواح، و (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

ولكن دورنا نحن المتعلمين – والطلاب من أمثالكم – كبير في تغيير هذه الصورة، وهذه الصورة لن تتغير، العادات المصادمة لقواعد الشرع، المصادمة للصواب، لا يمكن تغييرها بين يوم وليلة، ولذلك أسعدنا أنك تحاول إقناعها، وعليه فنحن ندعوك أولا إلى: كثرة الدعاء.

ثانيا: زيادة البر والإحسان لهم.
ثالثا: التواصل مع العقلاء والفضلاء من أهلك ليكونوا سندا لك، يعني: الخالة مثلا، العمة، العم. ثم عليك التواصل مع الدعاة والعلماء، خاصة العالم الذي يرتاح له الوالد وترتاح له الأسرة، لو أدخلته في الأمر وبين لهم الناحية الشرعية؛ فإن هذا من الأمور الأساسية.

كذلك أيضا اجتهد في أن تجعل إحدى الأخوات أو العمات أو الخالات تتواصل مع الفتاة وتتعرف على أسرتها، لأن الناس أعداء ما جهلوا، لكن إذا حصل تعارف وحصل تواصل وعرفوا عن قرب فإن هذا كله يؤثر جدا، يعني: لو جاءت الخالة وقالت (أنا أعرفهم، وهم ممتازون)، أو جاءت العمة وقالت: (هذه أسرة مميزة ... وكذا) فإن كل هذا يمكن أن يؤثر، لذلك أرجو أن تجتهد أيضا في هذا الاتجاه.

وعلى كل حال نحن نتمنى أن تجتهد في إقناعهم وفي الوصول إلى إرضاء – خاصة – العناصر الأساسية (الوالد والوالدة)، ونتمنى أيضا أن تتفهم الفتاة وأهلها إذا سمعوا بالرفض أن يتفهموا هذا الوضع الذي يحدث، ويعطوك فرصة حتى تستطيع أن تقنع الأسرة بما تميل إليه.

ولا شك أن الشريعة ترفض التدخل بالطريقة المذكورة، ولكن أيضا الإنسان لابد أن يحسم هذه الأمور بطريقة صحيحة، فقد يصعب على الفتاة أن تعيش في أسرة لا تقبل بها، وقد يصعب على الشاب أن يتزوج وينعزل من جميع أهله ويعاندهم ليتزوج فتاة لا يرضون بها، ونسأل الله أن يعينك على تغيير تلك القناعات السالبة الرافضة التي ليس لها سبب من الناحية الشرعية، ولا نريد أن نشجعك على التمرد عليهم، ولكن ندعوك إلى الاجتهاد ثم الاجتهاد في إقناعهم باتخاذ الوسائل المذكورة، ونسعد بالمتابعة معنا في الموقع، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات