ما العلاقة بين نقص الهرمونات والوساوس القهرية؟

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شاب كنت أعاني من عدة مشاكل كادت أن تضع حياتي على حافة الهاوية والانهيار -لولا فضل الله ولطفه وبتوفيقه- والحمد لله تحسنت كثيرا، وبعد إطلاعي على استشارتكم السديدة، فقد كنت أعاني من عدة مشاكل، فقد عانيت من الوساوس القهرية مصحوبة باكتئاب وضعف الثقة في النفس، ومشاكل أخرى، وكذلك كنت أعاني من الجاثوم والأحلام المزعجة، ونقص في فيتامين (د)، ومشاكل في النمو يتمثل في تعثر النمو نوع ما منذ فترة الصبا والمراهقة بالمقارنة بأقراني، وفي مرحلة الشباب تجلى في شكل واضح في ضعف العلامات الثانوية للبلوغ، أي من ناحية طول القامة ومستوى العضلات إلى شكل الوجه والساعدين، فأنا في عمر 23 سنة، ومن يراني يظن أني في عمر 18 أو 17 سنة.

هل توجد علاقة بين نقص هرمون النمو ونقص فيتامين (د) ونقص هرمون الاستروجين المحفز للسعادة؟ وكيف يتسنى لي فحص نقص هرمون النمو؟ لأني أعاني من النقص في الثلاثة على ما أظن، وأخذت العلاج من خلال توصياتكم، ومن خلال استشارات مشابهة، ولا أخفي عليكم أني تحسنت كثيرا، فقد ارتفع فيتامين (د) عندي في آخر فحص بعدما كانت نسبته منخفضة جدا وهي 7 فقط، وكذلك خفت الوساوس القهرية كثيرا بعد استماعي للرقية، وتطبيقي للبرامج السلوكية، وخصوصا بعد تناولي لدواء البروزاك. وهل توجد علاقة بين الوسواس القهرية وتسلط الجان؟ أرجو التوضيح والمساعدة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأنا سعيد جدا أن أعرف أنك -بفضل من الله تعالى- قد استطعت أن تعالج نفسك وتؤهل نفسك وتتخلص من كل الشوائب النفسية السلبية كالوساوس القهرية.

أنا أريدك – يا أخي – أن تكون على نفس المنهج، أي أن يكون فكرك ومشاعرك وكذلك أفعالك دائما في الجانب الإيجابي، فالصحة النفسية السلوكية تعتمد على هذا المثلث – أي الأفكار والمشاعر والأفعال – دائما الإنسان يدفع نفسه نحو ما هو إيجابي، وهذا هو الذي يرتقي بالصحة النفسية.

بالنسبة لموضوع نقص الهرمونات: طبعا هذا له أثر على الصحة الجسدية وكذلك على الصحة النفسية، ولا بد – أيها الفاضل الكريم – أن تقوم بإجراء هذه الفحوصات، وهي فحوصات بسيطة جدا، يجب أن تتأكد من مستوى التستوستيرون (Testosterone) لديك، وكذلك فيتامين (د)، ومستوى هرمون النمو، كلها حقيقة مرتبطة بالصحة الجسدية والصحة النفسية، فأرجو أن تقوم بالفحص، وإن كانت هنالك أي نواقص أنا متأكد أن الطبيب سوف يعطيك العلاجات التعويضية، وهذا أمر سهل جدا.

طبعا مستوى فيتامين (د) كان منخفضا -كما تفضلت- لكن قطعا تكون قد أخذت العلاج التعويضي، و-إن شاء الله تعالى- في هذه المرة يكون الفحص جيد، وإن لم يكن كذلك فيجب أن تستمر في العلاج.

الوساوس القهرية – أخي الكريم – يجب أن تقطع ويجب أن تنتهي تماما، وأنا أنصحك بتحقيرها، وتجاهلها، وعدم الخوض في تفاصيلها، وصرف الانتباه عنها، هذا مهم جدا، وهذا كله يتأتى من خلال: أن يحسن الإنسان إدارة وقته، وأن يتخلص من الفراغ، وأن يكون نشطا في كل مرافق الحياة، وأن يكون الإنسان مفيدا لنفسه ولغيره. ممارسة الرياضة، بر الوالدين، الحرص على العبادات، الاطلاع القراءة، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل. كلها أمور حقيقة نوع من السلوكيات الإيجابية التي تطور صحة الإنسان النفسية وحتى الجسدية، وتؤدي -إن شاء الله تعالى- إلى اختفاء كل الجوانب السلبية في حياة الإنسان.

سؤالك: هل توجد علاقة بين الوساوس القهرية وتسلط الجان؟
أخي الكريم: نعرف أن هنالك وساوس خناسية، لكنها قليلة جدا، وهي تكون متعلقة بالإغواء والشهوات في معظم الأحيان، والوساوس الخناسية مفاهيم الناس حولها خاطئة، والذي يعتقد أنها سوف تكون مستمرة دائما ومطبقة هذا ليس صحيحا، لأن الإنسان إذا ذكر الله سوف تختفي الوساوس الخناسية، لأن مصدرها الشيطان، والشيطان يفر إذا سمع الأذان ويفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولا يكون مع من يذكر الله على الدوام.

كثير من الناس يذكرون الله وبكل تيقن إيماني، وبالرغم من ذلك تستمر معهم الوساوس، ونحن نرى أن السبب في ذلك أن الوساوس الخناسية – التي مصدرها الشيطان – تتحول إلى وساوس طبية، لأن الشيطان أو الجان حين يذهب بعد ذكر الله تعالى يكون قد ترك بعض الآثار الكيميائية في دماغ الإنسان، وهذه تعالج عن طريق الأدوية، لذا نقول أن العلاج الطبي مهم، وتحقير فكرة الوسواس أيضا مهمة.

هذه هي العلاقة -أيها الأخ الكريم- فكن من الذاكرين، ولا توسوس حول دور الشيطان، فإن كيده ضعيف، وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، والإنسان مكرم وأعطاه الله وسائل الدفاع عن نفسه بالاستعاذة بالله منه، وبالمعوذتين، وبذكر الله على الدوام، فعش حياتك بقوة، وكما ذكرت لك استفد من وقتك بالصورة الصحيحة، ويجب أن تكون لك آمال وأهداف وطموحات في الحياة.

أسأل الله تعالى أن يوفقك ويسدد خطاك، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات