هل ابني مصاب بالتوحد؟

0 20

السؤال

السلام عليكم..

ابني عمره سنتان و٣ أشهر، لا يرد على اسمه، ولا ينتبه للتعليمات، يبتسم ولا يبكي كثيرا، يحب الهاتف، يخرج مع إخوانه ولا يلعب معهم، ولا يهتم لهم، أحيانا يمسك الألعاب لكن ليس لفترة طويلة، يأكل بشكل جيد، وإذا أعطيته شيئا يمسكه، وينطق كلمات مثل: ( يابي.نا .ما .با ) ويتمتم أحيانا.

أحيانا يغلق عينيه؛ كأن يضع يديه على أذنه، والآن يضعهما قليلا، يمشي أحيانا على أطراف أصابعه، وليس دائما، لا يدمر الألعاب، ويرتبها، وإذا نظرت إلى عينيه يركز قليلا، فهل هو مصاب بالتوحد؟ وكيف أتأكد؟ وما هي الأعراض؟ أفيدونا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mouath حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لكم ولنا العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم: هذا الابن – حفظه الله – لديه طبعا بعض المتغيرات البسيطة هنا وهناك، وملاحظاتك طبعا مهمة، لكن لا أستطيع أبدا أن أقول أنه يعاني من متلازمة الذاتية – أو التوحد – ربما تكون لديه بعض الأعراض البسيطة – مثلا كمشي على أطراف الأصابع، وضعف التفاعل الاجتماعي الوجداني مع الأطفال الآخرين – هذه قد تكون أعراض مهمة فيما يتعلق بطيف التوحد وليس التوحد بمعناه الإكلينيكي المعروف، يعني: هنالك شيء من الشذرات البسيطة أو الأعراض البسيطة التي قد تضعه في طيف التوحد وليس التوحد كمرض إكلينيكي.

هذه نقطة لابد أن أوضحها لك – يا أخي – لأن التوحد نفسه طيف واسع جدا، هنالك حالات مستوفية للشروط كاملة، وهناك حالات شديدة، وهناك حالات متوسطة، وهناك حالات بسيطة جدا، بمعنى أنه توجد بعض سمات التوحد والتي سوف تنتهي تلقائيا، وهذا الطفل ربما يكون في هذه الدائرة.

ويا أخي الكريم: لابد أن نأخذ كلامي هذا بحذر، أنا وأنت، لأن التوحدي جب أن يشخص بواسطة مختص بعد أن يفحص الطفل ويلاحظ، ما ذكرتموه سليم، وما ذكرتموه جيد، لكن هذا الأمر لا يكفي. فأنا أقول لك: يجب ألا تنزعج لهذا الأمر تماما، وإن كان بالإمكان أن تذهب بالطفل إلى مركز متخصص في متلازمة التوحد؛ هذا سوف يجعلك تطمئن بعد أن يفحص الطفل وتوجه لك الإرشادات اللازمة، وغالبا سوف ينفي المتخصص وجود التوحد بمعناه التشخيصي المعروف. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الأطفال بالنسبة للذكور على وجه الخصوص ربما يكون هناك تأخر في الكلام، ربما تظهر بعض الحركات النمطية البسيطة هنا وهناك، فهذه قد تزعج الآباء والأمهات، وهي في الواقع تطور ارتقائي طبيعي في حياة الذكور في بعض الأحيان، ونعرف أن هناك تفاوت ما بين الأسر، هنالك أطفال في بعض الأسر يتكلمون مبكرا، يمشون مبكرا، والعكس صحيح في أسر أخرى.

فيا أخي: هذه هي الإفادة التي أود أن أذكرها لك، لكن أرى أن الطفل بخير والأشياء البسيطة التي ذكرتها لك إن شاء الله تعالى تقطع الشك باليقين إذا ذهبت به إلى مركز مختص، وطبعا الطفل – أيا كان وضعه – يحتاج لتفاعل اجتماعي مع الأطفال الآخرين، العلاج عن طريق اللعب، عن طريق المخاطبات، هذا في نهاية الأمر سوف يفيده.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات