تصلب القولون الشديد يؤرقني ولا يدعني أنام

0 9

السؤال

السلام عليكم.

نشأت في عائلة يشوبها التوتر والقلق كثيرا لذا كبرنا مع شيء من هذا القلق النفسي لكن كنت منذ الصغر أكبت وكنت هادئا ولا أصرخ... إلخ، لم أكن أعاني من مشاكل صحية أبدا، وقبل سنتين بدأت مشاكلي مع بعض الأحداث الخاصة التي أثرت على حياتي وجعلتني أفكر ليل نهار وقلقا دوما، حتى أصبت ببعض الأعراض في صدري وبطني كضيق دائم، وأما بطني فالغازات لا تخرج إلا نادرا وبصعوبة، وفي الليل لا أنام جيدا بسبب احتباس الغازات.

دائما ألاحظ أن القولون الأيسر عندي منتفخ وصلب جدا كأنه قضيب حديدي، وبطني بشكل عام أصبحت صلبة، لكن القولون الأيسر أكثر بكثير خصوصا جهة أسفل القلب، فما تفسير ذلك؟

هل هنالك حل نهائي لذلك؟ لأن الناس تنصحني بشرب العقاقير المهدئة، وحبوب تخفيف الغازات، لكن عند تناولها لن تزول المشكلة وستبقى المشكلة معي دوما، ما الحل من فضلكم؟

تصلب القولون الشديد يؤرقني فهو لا يدعني أنام، وعندما أجد شدة تقلصاته وانقباضه وأنها طول اليوم أفقد الأمل بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: أيا كانت التنشئة؛ الآن أنت الحمد لله مدرك ومستبصر، وحباك الله بالمقدرات الفكرية والنفسية والسلوكية، وتستطيع أن تساهم في استقرار أسرتك. طبعا أنت لست مسؤولا عن البيئة التربوية التي كان فيها شيء من القلق والتوتر، لكن المهم هو أن تعيش قوة الآن، قوة الحاضر، ولا تتأثر بضعف الماضي، ويجب أن يكون لك تخطيط لإدارة وقتك.

يجب أن يكون لديك عمل، العمل مهم جدا، أنت ذكرت أنك لا تعمل – أو إذا كنت فهمتك فهما صحيحا – ذكرت (لا شيء)، لا بد أن يكون هنالك شيء، فالعمل حقيقة أفضل وسائل التأهيل النفسي والجسدي والمهني تأتي من خلاله، والتطوير الاجتماعي، والتطوير الفكري، فالعمل مهم، والآن نحن في الصحة النفسية نركز على موضوع العلاج بالعمل، فهذا أمر أنصحك به كثيرا، خاصة أنه لديك أصلا الميول للقلق النفسي والتوترات النفسية، وأحد الأسباب التي أدت لهذا القلق من وجهة نظري هو أنك لا تفرغ طاقاتك النفسية بصورة صحيحة.

القلق طاقة إنسانية نفسية مطلوبة، والذي لا يقلق لا يعمل، لا ينجح، لا ينتج، لكن حين يزيد هذا القلق ويحتقن يؤدي إلى اضطرابات نفسوجسدية، واضطرابات توترية، وتقلصات القولون هي أحد هذه الأعراض النفسوجسدية التي تنتج من القلق.

وموضوع تصلب القولون: هذا أمر معروف جدا، الإنسان قد يحس بأنه منقبض وأنه منكمش، وفي ذات الوقت قد تكون الكتلة العضلية التي في جدار البطن أيضا في حالة انقباض، وهي تعطيك هذا الشعور بتصلب القولون. فهذه – أخي الكريم – عملية فسيولوجية طبيعية نشاهدها كثيرا عند الذين لديهم درجة عالية من القلق.

وأنا أنصحك ألا تتحسس هذه المنطقة كثيرا، لأن التجاهل أيضا نوع من العلاج، وأنصحك أن تدخل في برامج رياضية جادة، ممارسة الرياضة بكثافة وانتظام هي أحد الوسائل العلاجية المهمة جدا. فأرجو أن تنتهج هذا المنهج العلاجي، وأن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، وأن تتجنب السهر، وأن تحرص على التواصل الاجتماعي، تكون فاعلا في أسرتك، تصل رحمك، ولا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، وقد نصحتك بأهمية العمل ... بهذه الكيفية تتطور الصحة النفسية والصحة الجسدية لديك، أما الآن فأنت في حالة احتقانات نفسية سلبية، لذا تظهر لديك هذه الأعراض النفسية.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا سوف أصف لك أدوية بسيطة جدا، مضادة للقلق، مضادة للتوترات، وسوف تفيدك إن شاء الله تعالى. أحد الأدوية يسمى (إمبرامين) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (تفرانيل)، لكن ربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، هو دواء قديم يستعمل لعلاج الاكتئاب، لكن بجرعات صغيرة يفيد كثيرا في علاج القلق والتوتر والأعراض النفسوجسدية مثل اضطراب القولون العصبي، هذا الدواء تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

وهناك دواء آخر تستعمله مع التفرانيل، هذا الدواء يسمى (سولبرايد) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل)، أريدك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات