أعاني من تانيب الضمير وجلد الذات باستمرار، فكيف أتخلص منه؟

0 7

السؤال

السلام عليكم ..


أنا متزوج، ولدي طفل، وفقدت وظيفتي منذ سنة ونصف، وأعاني دائما من تأنيب الضمير وجلد الذات، وأردد دائما بأني فاشل، أنا لا أستطيع القيام بكذا ولا أستطيع تعلم كذا وكذا، وعلى هذا الحال منذ سنة تقريبا، ونفسيتي سيئة جدا، وأشعر دائما بالكسل والخمول، وإرهاق في الجسم، وألم في العظام، ولم أعد أرغب في عمل أي شيء.

وفي نفس الوقت عندي شغف وطموح للتعلم وتطوير نفسي، ولكن يوجد شيء ما بداخلي يمنعني ويقول لي لا تفعل هذا، وللأسف دائما ينتصر هذا الشيء ويوقفني عن فعل أي شيء إيجابي.

أريد دعاء معينا و صلاة معينة تخص هذا الشيء، بأن يعينني الله على قهر هذا الشيء، ويقويني، وينصرني، وأن أتغلب على هذا الإحساس اللعين بداخلي، وأزيد ثقتي بنفسي، وأقوي من شخصيتي، وهل يوجد دواء آمن يحفزني ويساعدني وأستطيع تناوله ولايؤثر على الأعصاب أو النفسية؟

علما بـأنني لا أشتكي من أي أمراض ولله الحمد والمنة، وشكرا لكم "موقعنا الجميل وشيوخنا الأفاضل" على ما تقدمونه دائما، جعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

استشارتك التي رقمها (2471186) أجاب عليها الشيخ أحمد الفودعي، فأرجو – أيها الفاضل الكريم – أن تستفيد مما ورد في تلك الاستشارة والإجابة الجميلة.

من خلال ما ورد في استشارتك التي أنا بصدد الإجابة عليها: الذي يظهر لي أنه لديك شيء من فقدان الدافعية، وهذا يأتي من الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان، لكن أيضا تكاسل النفس وعدم استشعار أهمية الأمور، هذا أيضا قد يقلل من الدافعية عند الإنسان. وبعض الناس أيضا حساسيين جدا، يتأثرون لفشل بسيط ويحسون بالذنب، وهذا طبعا سوف يؤدي إلى المزيد من التراخي والمزيد من التكاسل.

أهم شيء يحسن الدافعية عند الإنسان هو تحديد الأهداف، وأن تكون هذه الأهداف واضحة وممكنة التطبيق، وأن تكون هنالك آليات واضحة جدا للوصول إليها. والإنسان حين يحدد هدف واحد ويحققه سوف يجد نفسه أنه قد حدد أهداف أخرى في ذات الوقت. مثلا: هدف قريب المدى، أو هدف آني، هذا يجب أن يتحقق في خلال أربع وعشرين ساعة.

أعطيك مثال لمثل هذا الهدف: إذا كان هناك مريض في المستشفى وأنت تعرفه اذهب لزيارته، هذا هدف، ومن خلال زيارته سوف تكون قد حققت ما هو مرجوا من الهدف، وهذا سوف يعود عليك بنفع عظيم جدا. وطبعا زيارة هذا المريض لن تكون الشيء الوحيد الذي قمت به في أثناء اليوم، سوف تجد نفسك أنك قد قمت بإنجازات أخرى، لكن كان هذا هو الهدف أو المرتكز الأساسي الذي لابد أن تنفذه.

الأهداف على المدى المتوسط: هذه يجب أن تتحقق في خلال ستة أشهر، مثلا: تقرر أن تحفظ ستة أجزاء من القرآن الكريم خلال ستة أشهر، هذا هدف عظيم، وهدف بسيط جدا، ويمكن للإنسان أن يحققه، وهذا الهدف على وجه الخصوص سوف يحفزك للقيام بأهداف أخرى.

وعلى المدى البعيد: طبعا تكون الأهداف دائما متعلقة بخصوص التطوير المهني، العمل، الزواج، وحقيقة أحزنني كثيرا قلت أنه لا يوجد لديك عمل، لا، يجب أن تبحث عن عمل، نعم أنت فقدت وظيفتك من حوالي عام ونصف، هذا ليس نهاية المشوار، ابحث وابحث وابحث، لأن قيمة الرجل الحقيقية هي في العمل، لأن العمل هو الذي يحفز، والعمل باب من أبواب الرزق.

أمور أخرى مهمة في حياتك وهي بسيطة: الرياضة مهمة جدا، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، حتى وإن ذهبت لتصلي في مسجد بعيد من منزلك، يمكن أن تقطع هذه المسافة مشيا، وتسبح وتستغفر في هذا الأثناء، وتكون قد مارست الرياضة، ومارست العبادة، وهذا سوف يعود عليك بخير كثير جدا.

أنصحك – يا أخي – أيضا بالتواصل الاجتماعي، لا تتخلف من واجب اجتماعي أبدا: زيارة المرضى، مشاركة الناس في أفراحهم، صلة الرحم ... هذه هي الأشياء التي سوف تحفزك. وأنا أيضا سوف أصف لك دواء بسيطا جدا ومفيدا جدا.

وأسأل الله تعالى أن ينفعك به. الدواء هو (بروزاك) والذي يسمى علميا (فلوكستين)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله، هو دواء فاعل وسليم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات