اشعر بدوخة ودوار وأنتظر الموت، فهل يمكنكم مساعدتي؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أشهر أصبت بسرعة ضربات القلب، وارتفاع الضغط لمدة شهر، وفي ذلك الشهر أصبحت متوترا وأقلق بطريقة صعبة جدا، أنتفض وأرتعش، أشعر أنني سوف أموت وخائف.

انتهى هذا الأمر على الرغم من أنني كنت مصابا بهوس البحث عن الأمراض، وأنا مقتنع بأنني مصاب بمرض خطير وسأموت، لدي دوخة ودوار لا تنقطع منذ ثلاثة أشهر، حاليا أشعر بضغط نفسي وإرهاق وخوف من الإصابة بشيء خطير، أشعر بالحزن والوهن، ودماغي مضغوط جدا.

ذهبت إلى طبيب المخ والأعصاب، لم يقم بعمل التحاليل، وقال لا يبدو عليك الإصابة بأي مرض، وعليك التوقف عن التفكير، وأنا الآن أفكر كثيرا، وأشعر بالدوخة دائما، وحياتي مدمرة، قمت بعمل جميع التحاليل وكلها سليمة، صورة دم كاملة، أشعة صدى على القلب، لكني حرفيا في عذاب، لا أريد الأكل، ولا أفعل شيئا سوى البكاء، أشعر بالحزن والتوهان، وأن عقلي منضغط، وأفكر متى سأنام وأموت، والدوخة والدوار لا يفارقونني، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أنا تدارست رسالتك، ومن الواضح أن تسارع ضربات القلب والانتفاض والارتعاش والشعور بأن الموت قد اقترب، وظهور الخوف والتوتر والقلق: هذا كله نسميه بما يعرف بـ (نوبة الهرع، الهلع، الفزع)، وهو نوع من القلق النفسي الحاد جدا، والذي بالفعل يخيف الإنسان، وكل الذي وصفته أنت حقيقة صادق فيما ذكرت، وقد أعجبني وصفك لأنه دقيق جدا، وحتى موضوع الشعور بالدوخة يمكن أن يفسر من خلال هذه النوبات، وهذه النوبات حين تختفي يظل قلق المخاوف موجود مما يشجع وجود الدوخة، وبعض الناس يشتكون من خفة في الرأس، بدل الدوخة كثيرا من يأت ويقول أنه يحس أن رأسه خفيف جدا.

الحالة بسيطة - إن شاء الله - بالرغم من أنها مزعجة بالنسبة لك، وهي حالة نفسية بسيطة، ولا تعتبر مرضا عائقا، أنا أريدك أن تفهم التشخيص لأن هذا مهم جدا، وهذا سوف يساعدك، وحاول أن تتجاهل هذه الأعراض تماما ولا تشغل نفسك بها، واعتمد على ممارسة الرياضة، ممارسة الجري، كرة القدم، النشاط الرياضي مهم جدا لأنه يؤدي إلى إجهاض بل زوال هذه النوبات.

وهنالك أيضا تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، مهمة جدا، تعتمد على التأمل النفسي والاستغراق الذهني الإيجابي، ويقوم الإنسان بعد ذلك بشهيق وزفير بعمق وقوة وبطئ، ويقوم الإنسان أيضا بقبض مجموعة من العضلات وشدها ثم استرخائها، هذه التمارين ممتازة جدا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، يمكنك الرجوع إليها والاستعانة بها وتطبيق ما ورد فيها لتتخلص - إن شاء الله - من قلق المخاوف هذا ونوبات الهرع.

تمارين الاسترخاء لابد أن تطبقها يوميا، وهي ممتعة جدا حين يتعلمها الإنسان ويحذق تطبيقها بصورة سليمة.

أريدك أيضا أن تجعل لحياتك أهدافا، - ما شاء الله - أنت صغير في السن، و- إن شاء الله تعالى - أمامك مستقبل رائع جدا، يجب أن تجتهد في دراستك، وأن تنظر لنفسك بعد عشر سنوات من الآن، أين أنت؟ ما هو عملك؟ ما هي مؤهلاتك الجامعية وفوق الجامعية؟ الزواج ... لابد أن تجعل هذا الخيال المستقبلي الإيحائي يشغلك، وهو مرتبط بالواقع، هذا كله يدربك على التفكير الإيجابي، ويجعلك عقلك ينصرف تماما من هذا التفكير السلبي والخوف والهرع.

الصلاة والدوام والمحافظة عليها أيضا يبعث الطمأنينة للإنسان كثيرا، والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يقول للصحابي بلال: (أرحنا بها يا بلال)، والأذكار أيضا تبعث الطمأنينة، فأرجو أن تحرص على أذكار الصباح والمساء، ويا حبذا لو حفظتها عن ظهر قلب، سهلة جدا، واجعل لنفسك أيضا وردا من القرآن يوميا، وإن كنت غير مجيد لقراءة القرآن يجب أن تتعلم التجويد، على الأقل أساسياته.

أريدك أن تكون بارا بوالديك، هذا أيضا يساعدك على صحتك النفسية والجسدية، ووزع وقتك، وتجنب السهر، ولا تنم في وقت النهار، واحرص على النوم المبكر، لأن النوم المبكر يؤدي إلى ترميم في خلايا الدماغ وخلايا الجسد ويبعث على النشاط.

هذه هي الإرشادات التي أريدك أن تطبقها، و- إن شاء الله - هي تخرجك من حالة الخوف والقلق والحزن هذا الذي ذكرته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات