والدي يقيم علاقة محرمة، فكيف نتعامل معه؟

0 8

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد طرح مشكلتي، أبي ظالم ولا يخاف الله، لا أعلم من أين أبدأ، وأخجل صراحة من أفعاله، ولكن يجب أن أقول.

أبي على علاقة مع امرأة متزوجة، وهذا الشيء أدى إلى مشاكل لا تعد ولا تحصى مع أمي، ومعنا في البيت، وصار لا ينفق على البيت دينارا واحدا، وتحمل أخي الكبير المسؤلية، حتى عند المرض لا ينفق علينا، ولا يسأل عن حالنا.

هل يستحق برنا؟ في الحقيقة أدعو عليه لعل الله يأخذ عمره، والله أشعر بالخجل من تصرفاته، وأخاف لو رفع عنه غطاء الستر وفضح، كيف ستكون حياتنا؟ ومن سوف يحترمنا؟

أنا متزوجة وأختي أيضا، ولو علم أزواجنا وأهلهم بالموضوع كيف ستكون معاملتهم لنا؟ والله تعبنا من هذا الأمر، وقلب منزلنا إلى جحيم، مشاكل وصياح وكفر -العياذ بالله-، كيف نتعامل معه؟ كل طرق العذاب النفسي طبقها علينا، من ضرب وسب، ويقلل من قيمتنا أمام الناس، ما نصيحتكم؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي والدك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يرده إلى الحق والصواب.

لا شك أن الستر على الوالد مطلوب، مهما حصل منه من تقصير، بل ينبغي أن تستمروا في بره والدعاء له، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعينكم بصلاحه، وعودته إلى الحق والخير والصواب.

ما يفعله الوالد لا يرضي الله تبارك وتعالى، ولكن ذلك لا يبيح لكم التقصير في حقه، وفي النصح له، وفي صحبته بالمعروف، لأن حق الوالدين عظيم، قال الله: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}، أكبر جريمة، لو الوالد يطلب منا أن نكفر بالله، أن نشرك بالله، قال العظيم: {فلا تطعهما}، ثم قال بعدها: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}، تبقى لهما حق الصحبة والنصح والصبر عليهما.

أسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يقر أعينكم بهدايته وصلاحه.

وأرجو أن تتمنوا هدايته بدل أن تتمنوا موته أو هلاكه، واجعلوا هذا هم لكم، فلأن يهدي الله بكم رجلا واحدا خير لكم من حمر النعم، فكيف إذا كان الرجل هو الأب، أسأل الله أن يقر أعينكم بهدايته وعودته إلى الحق والصواب.

ونتمنى أيضا أن تجدوا حكيما ممن يعرف موضوعه أن ينصح له، وأن تحسنوا التعامل معه، فإن التعامل الحسن له أثر على الوالد، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا وله الهداية.

أكرر: ما يفعله الوالد لا يرضي الله، لكن سيحاسبه الله، ونحن إذا قصرنا يحاسبنا الله، فقوموا بما عليكم من البر، وخففوا على الوالدة، وشجعوها على الصبر، وشجعوها أيضا على أن توفر له الحلال وتقترب منه.

أرجو أن تغيروا طريقة التعامل مع الوالد، ونسأل الله أن يكون ذلك سببا لصلاحه وهدايته.

مواد ذات صلة

الاستشارات