أعاني من القلق، ونوبات هلع والتفكير السلبي بالموت والمرض.

0 6

السؤال

السلام عليكم

أعاني من القلق والتفكير السلبي في الموت والمرض، وعندي أرق لا أستطيع النوم.

منذ سنة أشعر أن طاقتي قليلة لا أستطيع القيام بأي مجهود، عملت تحاليل طلع فيها نقص فيتامين د، واميلويد ١٥، وكولبسترول عالي بنسبة بسيطة، أحاول التعايش بدون أدوية.

ذهبت لطبيب باطنة، وصف لي كولونا للقولون، وسيتابرونكس ٥ مجم لمدة ٣ شهور، وذهبت أيضا لطبيب نفسي غير جرعة طبيب الباطنة؛ لأنه يريد زيادتها تدريجيا أسبوع ٥ مجم، ثم ١٠ مجم، ورشح لي سيبرالكس.

أنا في حيرة، هل أنتظم على جرعة دكتور الباطنة، خصوصا أن طبيعة مرضي القلق والخوف، وأخاف من الاعتماد على الأدوية، فهل لو واظبت على جرعة دكتور الباطنة السيبرالكس او السيتابرونكس ٥ مجم، هل سأشعر بتحسن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: القلق هو في الأساس من المفترض أن يكون طاقة إيجابية محفزة للإنسان، لكن طبعا حين يزداد ويخرج عن النطاق الطبيعي بالفعل تكون له تبعات سلبية، وقد يتولد منه -كما تفضلت- نوبات الخوف والهلع، وفي بعض الأحيان الوسوسة، وحتى عسر المزاج.

اضطراب النوم في أغلب الظن هو نتيجة لحالة القلق التي تعانين منها، وكذلك حالة الوهن والفتور العامة، لا شك أنها مرتبطة بالقلق وشيء من عسر المزاج.

الخوف -أيتها الفاضلة الكريمة- يتم علاجه بالتحقير، والخوف من الموت أمر شائع جدا، ونحن نقول للناس: يجب أن يكون الخوف من الموت خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا، والخوف عموما ابتلاء، كما قال الله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}، والخوف الشرعي من خلاله يكون الإنسان أكثر يقينا بحقيقة الموت، وأن الموت لا مفر منه، وأن الإنسان يجب أن يعمل لما بعد الموت، ويعيش حياته بقوة وفعالية وإيجابية، ويستمتع بحياته فيما هو طيب وحلال وشرعي، وفي ذات الوقت يعرف أن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، هذا هو الخوف الشرعي الإيجابي المفيد، أما الخوف المرضي فهذا أمر يجب أن يحقر ولا داعي له أبدا.

أنت محتاجة أن تعيشي حياة صحية، لأن ذلك سوف يساعدك في علاج القلق والتوترات والخوف من الأمراض. الحياة الصحية تتطلب: تجنب السهر، وممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت، والتنظيم الغذائي، والتواصل الاجتماعي، الحرص على العبادة، الترفيه عن النفس، وأن يجعل الإنسان لحياته قيمة، مثلا: تطوري مهاراتك في العمل، تحرصي على الاطلاع، تعيشي الحياة والحاضر بقوة وأمل ورجاء، وتتخلصي من كل الفكر السلبي، هذه هي الحياة الطيبة الجميلة، فأرجو أن يكون هذا هو منهجك.

بالنسبة للأرق: طبعا يجب أن تتجنبي النوم النهاري، يجب أن تمارسي التمارين الرياضية، أي رياضة تناسب المرأة المسلمة ستكون مفيدة بالنسبة لك.

أرجو أيضا أن تتجنبي تماما تناول محتويات الكافيين -كالشاي والقهوة- بعد الساعة الخامسة أو السادسة مساء.

احرصي على أذكار النوم، واحرصي على إجراء تمارين استرخائية، خاصة قبل النوم. تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدا، وللتدرب عليها يمكنك الاستعانة بأحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن الـ (سيبرالكس) هو الأفضل، دواء فاعل لعلاج القلق ولعلاج التوترات ولعلاج المخاوف، وفي ذات الوقت هو غير إدماني، وغير تعودي، وسليم جدا، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، أحد آثاره الجانبية أنه ربما يفتح الشهية قليلا نحو الطعام، فإذا حدث لك شيئا من هذا أرجو أن تتحكمي في كمية الأطعمة التي تتناولينها -خاصة السكريات- حتى لا يزيد وزنك.

جرعة السيبرالكس تبدأ بخمسة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك يمكن أن ترفع إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعليها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهر أيضا، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة، بعد ذلك ارجعي لجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

التحسن سوف يأتي -إن شاء الله- قريبا إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد وتناولت الدواء بالصورة الصحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات