السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أخي الكريم والغالي سعادة الدكتور محمد عبد العليم الموقر، أستاذي الفاضل، أود أن أستفسر منك عن علاج "السترال".

- ما هي تركيبة السترال؟ وما دورها في العقل؟ وكيف تعمل؟
- هل السترال يفيد في علاج الاكتئاب؟ وهل السترال يغير كثيرا خصوصا في الحالة المزاجية، - والدافعية، والعمل والمثابرة؟
- هل السترال يزيد الوزن؟
- كم هي أقل جرعة له، وكم أعلى جرعة له؟
- هل السترال أفضل من البروزاك والزيروكسات والعقاقير الأخرى؟

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخ الفاضل/أنور .. حفظه الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،

بالنسبة لتركيبة اللوسترال Lustral: ‏
أولا: يعرف علميا باسم (سيرترالين ‏Sertraline‏)، وهذا الدواء يؤثر على ما يعرف ‏بالناقلات أو الموصلات ‏العصبية، خاصة المادة التي تعرف باسم (سيروتونين Serotonin)، فهو يؤدي إلى تنشيط إفراز هذه ‏المادة في مناطق معينة ‏من المخ، وبزيادة الإفراز وتنظيمه يستطيع الدواء أن يؤدي إلى آثار إيجابية تتمثل في ‏تحسين المزاج، ومعالجة ‏القلق وبعض الحالات النفسية الأخرى؛ حيث أن مادة السيروتونين تعتبر الآن هي ‏الأساس في الإصابة ‏بالقلق والاكتئاب النفسي، أي في حالة انخفاضها أو اضطرابها أو عدم انتظام إفرازها.‏

ثانيا: نستطيع أن نقول إن اللوسترال يعتبر من الأدوية الجيدة والفعالة والممتازة جدا في علاج الاكتئاب ‏‏النفسي، فهو يغير في الحالة المزاجية، ويقضي على عسر المزاج والشعور بالإحباط والكآبة والسوداوية في ‏التفكير، كما أنه يحسن الدافعية وتوجيه الإرادة بصورة أكثر إيجابية، وقطعا حين تتحسن هذه الأشياء ‏‏لدى الإنسان تكون لديه الرغبة في العمل ويكون أكثر مثابرة.‏

أما بالنسبة لزيادة الوزن، فاللوسترال يعتبر من الأدوية المحايدة إلى حد كبير، وهو لا يزيد الوزن، ولكن هنا ‏لا ‏بد من الإشارة إلى أن اللوسترال يعالج الاكتئاب النفسي، وحين تتحسن حالة الإنسان من الاكتئاب ‏النفسي ‏تبدأ شهيته للطعام في الزيادة، مما يتأتى منه زيادة في الوزن في بعض الحالات، أي أن الزيادة في ‏الوزن إذا ‏حصلت من اللوسترال، فهي بصورة غير مباشرة وليست بصورة كيميائية مباشرة.‏

أقل جرعة فعالة للوسترال هي 50 مليجرام في اليوم، وأعلى جرعة هي 200 مليجرام في اليوم، ومعظم ‏‏المرضى يتم علاجهم عن طريق 50-100 مليجرام في اليوم، وفي بعض حالات الوساوس القهرية تكون ‏‏الجرعة هي 150 مليجرام في اليوم.‏

بالنسبة لسؤالك الأخير، لا نستطيع أن نقول أن اللوسترال أفضل من البروزاك أو الزيروكسات، إنما هو ‏‏مساو تقريبا في الفعالية، ولكن نسبة للتركيبة الجينية لكل إنسان، فربما يكون اللوسترال أفضل بالنسبة ‏‏لبعض الناس، والعكس صحيح أيضا، أي بمعنى أن البروزاك أو الزيروكسات ربما يكونا أفضل لمجموعة ‏‏أخرى من الناس .‏

اللوسترال نعطيه في الحالات التي نريد أن لا يكون فيها المرض مسترخيا أكثر من اللزوم؛ حيث أن هذا ‏‏الدواء لا يؤدي إلى شعور بالكسل أو النعاس، وهذه تعتبر ميزة طيبة، ولكنه في ذات الوقت ليس من ‏‏الأدوية الجيدة لعلاج الاكتئاب المصحوب باضطرابات النوم الشديدة .‏

وبالله التوفيق.‏