زوجي عصبي وشديد لا أستطيع التفاهم معه وأخاف منه

0 15

السؤال

السلام عليكم.

زوجي عصبي جدا، وأخاف منه جدا، وكثيرا ما يلومني وينتقدني، لا أستطيع أن أعبر عن استيائي من ذلك خوفا منه، أشعر أنني أدخل على مرحلة اكتئاب، يطلب مني عدم رفع صوتي على أولادي، ورغما عني أخرج أحيانا عن شعوري؛ لأنه حينما يهينني أمام أولادي يؤثر ذلك في نفسيتي جدا.

كما أن الأولاد لا يحترمونني، فأكثر ما يجعلني أرفع صوتي عليهم أن يكلموني بطريقة غير مؤدبة، أشعر أن ذلك بسببه، وأيضا لا أحب أن يعاملني أحد هكذا، فضلا عن أن يكونوا أولادي.

زوجي يهددني بسبب رفع صوتي عليهم، وأخاف من تهديده، لا أستطيع أن أخبر أهلي حتى لا أقلل من شأنه أمامهم، وأيضا لأنه نبه علي كثيرا في هذا الأمر، آخر موقف غضب علي بشدة بالغة، وشعرت بأنني سأدخل في حالة نفسية، لا تقولون اعرضي نفسك على طبيبة، أتمنى أن أجد حلا لديكم، وضحت له أن صوتي يرتفع رغما عني، وأخرج عن شعوري، فكيف أتغلب على هذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

لا شك أن رفع الصوت على الأطفال يؤذيهم، كما أن الأسلوب الذي يتعامل به الزوج معك من القسوة والشدة والعصبية أيضا يؤثر عليك، ولذلك أتمنى أن تجدي الوقت المناسب لتقديم النصح لهذا الزوج، وعليه أولا أن يعاونك في تربية هؤلاء الأطفال، في مساعدتك في رعايتهم، فإن المسؤولية مشتركة، وهم بحاجة إلى والد ينبهم على ضرورة مساعدة الأم والاهتمام بها وسماع كلامها، وبحاجة أيضا الأطفال إلى أم ترشدهم إلى مقام الأب وضرورة احترامه.

ونتمنى أن تجدي الوقت المناسب والفرصة المناسبة بعد نوم الأطفال أو ذهابهم إلى المدارس، ومناقشة مثل هذا الأمر بهدوء، وأرجو ألا يصل الأمر عندك إلى مسألة الاكتئاب، فهذه مسألة معروفة بأسبابها الواضحة، فأنت تكرهي الأسلوب الذي يعاملك به، وهو يكره الأسلوب الذي تعاملي به الصغار، والحل في المصارحة وفي المواجهة وفي الكلام الهادي، وإذا كان زوجك لا يستمع فأرجو أن تكتبي له ولو على سبيل الرسائل، أو في روقة بعض النقاط، وتطلبي منه أن يكون هادئا، ونستمع جميعا، لأن مصلحة الأطفال أن يشاهدوا الهدوء، ومصلحة الأطفال العليا بل الواجب الشرعي عليهم أن يستمعوا لكلام الأم ويقدروها ويحترموها.

وأرجو كذلك أيضا أن تتخلصي من الصوت المرتفع، فإنه يضر هؤلاء الصغار، ويوصلهم إلى التأتأة، ويوصلهم إلى تقطيع الكلام، ويضعف ثقتهم في أنفسهم، وعندما يجدوا من الوالد تشجيعا وزجر لك أمامهم فإن هذا يحطم الشخصيتين: يحطم شخصيتك في أعينهم، وسيخرجون من يد الوالد عندما يصلوا إلى مراحل متأخرة، لأن الرجل ينبغي أن يظهر احترام زوجته والزوجة تظهر احترام زوجها أمام الأبناء.

وإذا كان عندنا شيء نريد أن نتحاور به -الزوج مع الزوجة- فينبغي أن يكون بعيدا عن أعينهم، وبعيدا عن آذانهم، وفي الوقت المناسب، وبالأسلوب المناسب.

فلا تحملي نفسك فوق طاقتها، واطرحي واشرحي لزوجك الصورة الكاملة، وتفاهما، وحبذا لو طلبت منه أن يتواصل مع الموقع، وأن يعرض الصورة كما عرضتها، حتى يستمع إلى التوجيهات، فمن الرجال من لا يستمع إلا من إخوانه من الرجال، ونحن على استعداد إلى أن نكون معكم وإلى جواركم، فحرضي زوجك على التواصل معنا، واستمري في التواصل مع الموقع، ولا تحملي نفسك ما لا تطيق، فالأمر بإذن الله سهل، في حال وجود التعاون والتفاهم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات