قلق وضيق في الصدر لا يفارقني، فماذا أفعل؟

0 13

السؤال

السلام عليكم.

في الحقيقة أريد أن أتكلم عن حالتي: وهي أنني أشعر بضيق في صدري، ولم أعد أرغب في القيام بالأعمال التي كنت أقوم بها في السابق، حتى أن بعض الأفكار تأتيني مخيفة مما يزيد في القلق على حالتي، وأخاف أن أبقى هكذا، فهذا الخوف بحد ذاته يزيد من قلقي.

هذه الحالة أتتني بعدما فعلت العادة السرية، وأحسست أن هذا هو عقاب من الله -عز و جل-، خصوصا أني من بعد ذلك وقعت لي بعض المشاكل مع صديقاتي الشيء الذي زاد من قلقي، وهذا هو أول عام أفارق فيه عائلتي.

أتمنى أن تتفهموا ما أمر به وأن تنصحوني، فما هي حالتي؟ لأنني لا أجد من أتكلم معه لكي أستفسر منه، أو فقط ليطمئنني؟ خصوصا أنني لم أكن هكذا في السابق، فالعديد من الأنشطة لم أعد أرغب بها، أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يعيد لك الطمأنينة والراحة والأمان، وأن يلهمك رشدك، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

هذا الضيق الذي تجدينه والشعور بأن السبب فيه هي المعصية، دليل على الخير؛ فللمعصية شؤمها وآثارها، ولها ضيق في الصدر، وتقتير في الرزق، وظلمة في الوجه، وبغضة في قلوب الخلق، فاستبدلي السيئات بالحسنات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن للحسنة انشراحا في الصدر، وضياء في الوجه، ومحبة في قلوب الخلق، وسعة في الرزق. فاطلبي ما عند الله من الخير بطاعته، واعلمي أن هذا الإحساس منك وهذه الرغبة في التواصل مع موقعك الشرعي دليل على الخير الذي عندك، فاجتهدي في إبقاء عناصر الخير، ولا تتركي نفسك وحيدة حتى لا ينفرد الشيطان بك، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، واتخذي الصديقات الصالحات، واحرصي على أن يكون بينك وبينهن التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وإذا كنت وحدك فاشغلي نفسك بالطاعات، واذكري رب الأرض والسموات، واجعلي القرآن والذكر والإنابة والسجود جزءا من وقتك وجزءا من حياتك، وتذكري أننا خلقنا لغاية عظيمة، هذه الغاية هي: {ومن خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.

أكرر دعوتي لك بعدم الاستسلام لهذه المشاعر السالبة، واعلمي أن الإنسان إذا أخطأ وتاب إلى الله فإن التوبة تجب ما قبلها، بل إن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، واجتهدي في إبعاد كل سبب يوصلك إلى أمور تغضب الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الله ما سمى نفسه (غفارا) إلا ليغفر لنا، ولا سمى نفسه (توابا) إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه (رحيما) إلا ليرحمنا. وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، يريد أن يحزنك لتيأسي، يريد أن يحزنك لتستمري على المعصية، أو تصلي للقنوط من رحمة الله. نحن نقول: رحمة الله قريب من المحسنين، فاستغفري الله، وتوبي إليه، واجتهدي في ملء وقتك بالأعمال الجادة، الدراسة النافعة، والروايات المفيدة، وكوني إلى جوار الصالحات ليكن عونا لك على الخير، وغضي بصرك، وابتعدي عن كل ما يثير الغرائز عندك، واسألي الله توفيقه والسداد.

نسأل الله أن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا وإياك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.

مواد ذات صلة

الاستشارات