الوسواس القهري انحسر لكني أعاني من إرهاق وتشويش.. أفيدوني

0 11

السؤال

السلام عليكم

ذهبت لطبيب نفسي، فشخص مرضي بوسواس قهري، ووصف لي علاجا مثل مودابكس وغيره،
التزمت بالعلاج لمدة أسبوعين أو ثلاثة ولكن لم استمر فيه؛ لأن التعب والأرهاق كانا شديدين علي فما زاد العلاج الطين إلا بلة، فقد كنت في الثانوية العامة، وكان الضغط علي شديدا.

الوسواس قل كثيرا، ولكنه لم يكن يزعجني مثل التعب والإرهاق وعدم التركيز، والشعور كأنني في حلم، وأنني لا أحس بعمق الأشياء، فهم ما زالوا مستمرين.

لم أعد أستطع تحمل الدراسة، ولا أتخيل حتى كيف يمكنني تحمل مسؤولية الزواج، أو الأطفال وأنا أجاهد نفسي حتى لكي أصلي، بل وقد أبكي وأنا في وسط الصلاة من شدة هذه الأعراض عندي منذ كنت صغيرة، وأخذت في الازدياد يوما بعد يوم وسنة بعد سنة.

دائما ما يخبرني الناس بأني تائهة ويسألونني إذا لم أنم، أتساءل لما لم تختفي هذه الأعراض بالرغم من انحسار الوساوس، بل وإن التشوش يولد وساوس ويدخل أشياء في أشياء أخرى، ليس لها علاقة ببعضها.

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

لديك استشارات سابقة، وجهت لك من خلالها الكثير من النصائح التي أتمنى أن تكوني قد أخذت بها.

الوساوس من طبيعتها أنها في بعض الأحيان تختفي ثم تأتي، وهذا حقيقة يعتمد على نمط حياة الإنسان، فالإنسان الذي يحقر الوسواس ويتجاهله وينتبه للمهام الحياة الأخرى؛ قطعا الوساوس لن تزعجه، لكن الشخص الذي يتساهل مع الوسواس ويكون لديه فراغ، وتكون شخصيته تحمل الجانب القلقي؛ تأتيه الوساوس.

أيتها الفاضلة الكريمة: الوساوس كثيرا ما يتولد عنها أيضا اكتئاب نفسي ثانوي، وهذا يؤدي بالفعل إلى تشويش في الأفكار، وعدم القدرة على التركيز، وربما الشعور بالوهن والإجهاد النفسي والجسدي، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

بالنسبة للأدوية: سيكون من الجميل أن تتناولي عقار (بروزاك) والذي يسمى علميا (فلوكستين)، والبروزاك له ميزة أنه يعالج الاكتئاب، ويعالج الوسواس والقلق، وفي ذات الوقت لا يؤدي أبدا إلى الشعور بالتكاسل أو النعاس، على العكس تماما ربما يزيد من طاقاتك الجسدية.

الجرعة في حالتك هي أن تبدئي بكبسولة واحدة (عشرين مليجراما) يوميا لمدة شهر، ثم تجعلينها كبسولتين – أي أربعين مليجراما – يوميا لمدة شهر آخر، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول البروزاك.

هو أفضل من الزولفت الذي تناولته فيما مضى، والبروزاك سيناسبك جدا، لأنه سيجدد طاقاتك إن شاء الله تعالى، وفي ذات الوقت هو دواء ليس بإدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

أنت أيضا مطالبة بالحياة الإيجابية، الإنسان أصلا هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، الفكر السلبي يجب أن نحقره، والمشاعر السلبية يجب أن نغيرها إلى مشاعر إيجابية، ويجب أن تكون لدينا أفعال، لدينا إنجازات، الإنسان يجبر نفسه على أن يؤدي، على أن ينتج، على أن يثابر، وهذا هو الذي يطور من الصحة النفسية عند الإنسان.

التجاهل التام للفكر الوسواسي مهم، حسن إدارة الوقت مهم جدا، ومن أهم الأشياء: تجنب النوم النهاري، والحرص على النوم الليلي، حيث يمكن للإنسان أن يستيقظ مبكرا، ويصلي صلاة الفجر وهو في حالة من الانتعاش الإيجابي، وتبدئي يومك بكل إقدام وأريحية، فالبكور فيه خير كثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات