أعيش في عالمي الخاص وأحب الانعزال، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟

0 10

السؤال

السلام عليكم.

عمري ٤١ سنة، وقد أصبت بالاكتئاب قبل ١٤ سنه، وتم تشخيص حالتي بأنني مصاب باضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، ورهاب اجتماعي، وحاليا أتناول (لاميكتال 100 حبتين في اليوم، وفيكسال 150 حبه)، يوميا.

وضعي حاليا جيد، ولكن مشكلتي أنني أعيش داخل رأسي، فطوال يومي أنسج القصص والأحداث وأتفاعل معها، ودائما تدور حول أنني البطل، والشخص المرغوب، والوسيم، والشجاع إلى غيره.

وأقسم بالله أتعبني هذا الخيال جدا، فلم أعد أعيش مع الناس ولا مع عائلتي، فلا أتحدث معهم، ولا ألعب مع أطفالي بل أعيش في عالم من الخيال، وأنا مصاب بهذا الخيال قبل ٢٠ سنة، وازداد مع السنوات، حتى أصبحت لا أستطيع العيش إلا في خيالي، أنا مرهق ومشتت، لي عالمي الخاص الذي أحاول الخروج منه ولكن لم أستطع، أنا سجين خيالي، حاولت أن أوقف التفكير والخيال، ولكن في كل مرة أفشل، هل يوجد علاج أو دواء بعد الله سبحانه وتعالى ينقذني، أو على الأقل يخفف من هذا الخيال؟ أصبحت أحب الوحدة، والانعزال، والانطواء لكي أعيش في عالمي الخاص، أسأل الله لكم الأجر والمثوبة على ما تقدمونه، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي: طبعا الأفكار المتسابقة في داخل الدماغ والتي قد تصل لمرحلة أحلام اليقظة في بعض الأحيان: ظاهرة نشاهدها لدى صغار السن، وفي مثل عمرك حين تحدث قد يكون سببها شيئا من الوسوسة، وفي ذات الوقت هي أيضا قد تكون دليلا على وجود شيء من الفراغ.

أنا متأكد أنك تجاهد نفسك في التخلص منها، وأنا أؤكد لك أن التخلص منها ممكن جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (لاميكتال) والـ (فلافاكسين) من الأدوية الممتازة جدا، تحتاج أن تضيف لها عقار (إريبيبرازول) بجرعة عشرة مليجرام، هذا في الأصل دواء مضاد للذهانيات، لكنه يتميز بأنه أيضا من أفضل مثبتات المزاج، وأنه يقهر الفكر الوسواسي بدرجة ممتازة جدا. الجرعة التي تحتاجها هي عشرة مليجرام يوميا، وقد تحتاج له لمدة ستة أشهر. هذا بالنسبة للعلاج الدوائي.

بقي بعد ذلك أيضا أن تلجأ لما نسميه بالعلاج المعرفي الذي يقوم على مبدأ تحقير هذه الأفكار، تحقيرها تحقيرا تاما. وهنالك تمرين يسمى (إيقاف الأفكار)، من خلاله كل المطلوب منك هو: أن تخاطب الفكرة حين تأتيك (أقف، أقف، أقف، أنت فكرة حقيرة، أنا لن أهتم بك، أنت تحت قدمي،...) وهكذا. أو يمكنك أن تستجلب أحد هذه الأفكار التي تأتيك وتخاطبها بهذه الكيفية.

والتمرين الثاني الذي يمكن أن تطبقه على نفس الفكرة هو أن تصرف انتباهك عنها من خلال أن تأتي بفكرة مفيدة، فكرة ممتازة، فكرة جميلة، وهذا قطعا سوف يؤدي إلى استبدال للفكرة التي تشغلك، وعملية الاستبدال نفسها وجد أنها مفيدة جدا لتقليل وقطع حبل هذا النوع من التفكير.

التمرين الثالث نسميه بالتنفير، وهو أن تربط الفكرة التي تأتيك بشيء مؤلم، مثلا قم بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح صلب كسطح الطاولة مثلا، وإحساسك بالألم واستجلابك للفكرة في نفس الوقت سوف يبددها، سوف يقضي عليها.

طبعا هذا التمرين يحتاج لأن يكرر عشرين مرة متتالية.

أخي: هذه تمارين وحيل سلوكية ممتازة جدا، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء مع التأمل والتدبر سوف يفيدك جدا. الاستغراق الذهني والتدبر والتأمل وتمارين الشهيق والزفير، وتمارين شد العضلات وقبضها، تعتبر آليات علاجية ممتازة جدا لمثل هذه الحالات، فإن وجدت من يدربك عليها – كأخصائي نفسي – هذا أمر جيد، وإن لم تجد فتوجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين.

يأتي بعد ذلك: أنصحك بالنوم الليلي المبكر، وتجنب السهر، وممارسة رياضة المشي، وعليك أيضا بالقيام بالواجبات الاجتماعية، وترفه عن نفسك بما هو طيب ومفيد. هذا كله يعالج يا أخي. والدعاء والاستغفار إن شاء الله ينقي نفس المسلم من هذه الأفكار التي لا طائل ولا فائدة فيها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات