أمي تعاني من الأرق والقلق الشديد والتوتر، فما علاجها؟

0 9

السؤال

أمي تعاني من الأرق والقلق الشديد والتوتر المستمر من غير سبب، وكذلك فقدان الشهية، وعندما ذهبت للطبيب كتب لها دواء تربيتزول قبل النوم، ودواء توب مود قبل الأكل لمدة ثلاثة أسابيع، ثم زود لها جرعة (توب مود) فجاءها التهاب في الغدد اللبنية، فقال لها الطبيب: توقفي عن (توب مود)، وقال لها: استبدليه ب" نو ديب" ١٠ مجم يوميا كل ١٢ ساعة،يعني مرتين في اليوم.

مرت ثلاثة أسابيع وهذا هو الأسبوع الرابع ولم يحدث إلا تحسن بسيط، هل تزيد الجرعة أم تستمر بجرعة ٢٠ مجم؟ وإلى متى تستمر بذلك؟ مع العلم أنها لن تستطيع الذهاب إلى الطبيب الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الاهتمام بأمر والدتك، والتي أسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.

أنت لم تحددي عمر والدتك، لكن أحسب أن عمرها أكثر من أربعين عاما، وفي مثل هذه الأعمار يكثر الاكتئاب النفسي، ولا شك أن الأعراض التي ذكرتها – والتي تعاني منها الوالدة – تشير إلى أنها تعاني مما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي.

العلاجات الدوائية مهمة، والدواء فاعل جدا. الأدوية التي كتبها الطبيب حقيقة تحمل أسماء تجارية وليست معروفة لدي كثيرا، أنا سأذكر لك أدوية تعتبر مثالية جدا لعلاج حالة والدتك هذه، وإن تواصلتم مع الطبيب عن طريق التليفون، أو إذا سألتم الصيدلي مثلا ليقارن لكم ما بين مجموعة الدوائين، فيمكن أن تختارونه ما ترونه مناسبا لها.

الأدوية التي أراها مفيدة لها: عقار يسمى (اسيتالوبرام) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (سيبرالكس)، وربما تجدونه في مصر تحت مسمى تجاري آخر، المهم هو الالتزام بالاسم العلمي (اسيتالوبرام).
تبدأ جرعة هذا الدواء بجرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها نهارا، وبعد أربعة أيام تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام وتستمر عليها، وقطعا سوف تراجع الطبيب خلال هذه المدة، لأنها محتاجة إلى جرعة وقائية قد تمتد من ستة أشهر إلى سنة.

الدواء الآخر الذي أريد أن تتناوله يسمى (ميرتازبين) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (ريميرون)، دواء فاعل جدا، يحسن النوم، وغير إدماني، ويحسن الشهية نحو الطعام. الوالدة تحتاج أن تتناوله بجرعة نصف حبة – أي 15 مليجرام – ليلا لمدة شهرين إلى ثلاثة، ثم تخفض الجرعة إلى ربع حبة – أي: 7,5 مليجرام – ليلا لمدة شهر، ثم يمكنها أن تتوقف عن تناوله.

طبعا الوالدة لا تحتاج أن تستعمل الأدوية التي وصفها الطبيب والأدوية التي وصفتها أنا، يمكن أن تتناول أحد المجموعتين بعد استشارة الصيدلي أو الطبيب المعالج.

العلاجات غير الدوائية المطلوبة تتمثل في: أن تنظم الوالدة حياتها، وتجعل حياتها إيجابيا. رياضة المشي مهمة جدا، شجعوها على ذلك، وعليها أيضا أن تتجنب النوم النهاري، وأن تتجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تثبت وقت النوم، وتتجنب السهر. ... هذا كله سوف يساعدها إن شاء الله كثيرا.

أيضا شجعوها على التواصل الاجتماعي، شجعوها على قراءة القرآن، ويا حبذا لو قمتم بتكوين حلقة لتلاوة القرآن في البيت، هذا فيه خير كثير، وسوف تشجع الوالدة، وتعود عليكم جميعا بخير كثير.

هذه هي النصائح العامة، وهذا النوع من القلق الاكتئابي يستجيب للعلاج بصورة ممتازة جدا. أنا أتصور أن الوالدة في ظرف شهر ونصف إلى شهرين إذا التزمت بتناول الدواء وطبقت الإرشادات التي ذكرناها إن شاء الله تعالى صحتها النفسية سوف تتطور كثيرا ويزول عنها هذا الاكتئاب وهذا القلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات