أتخيل المرض وأشعر أنني مصاب به، فبماذا تنصحونني؟

0 17

السؤال

السلام عليكم.

قبل 4 سنوات كان عندي فضول أن أقرأ عن الأمراض النفسية والعقلية، وعن مرض الاكتئاب، وبعد فترة من الاطلاع على تفاصيل المرض اقتنعت أنني مصاب به، ودخلت في نوبة هلع، وأعراض مررت بها أول مرة في حياتي، وأصبحت أتخيل نفسي مجنونا، وينتابني بكاء فضيع، ونوع من فقدان الثقة في النفس.

بعد فترة من الزمن وتشجيع الأهل والأصدقاء، وتجاهلي للموضوع، تخلصت مما أشعر به، ولكن بقي عندي نوع من الأفكار بأنني مريض نفسي، وأصبح كل شيء في حياتي أعكسه على أنني مريض نفسي، وبقيت هذا الحالة ملازمة لي صحيح بصورة أقل، ولكنني لم أستطع أن أتخلص منها نهائيا.

كما أنني أحيانا أشعر بحزن وانفعالات من أقل المواقف، لا أعلم لماذا، وهل حالتي تستوجب مني زيارة الطبيب النفسي؟ وهل أنا فعلا لدي مرض الاكتئاب؟ أرجو الرد.

ولكم مني جزيل الشكر والامتنان، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أعتقد أنك قد وقعت تحت ما نسميه بالتأثير الإيحائي للأشياء التي قرأتها واطلعت عليها حول الأمراض النفسية. ذكرتني بطلاب الطب في بدايات الدراسة والتدريب، فقد كان يشعر طالب الطب أن الأمراض التي توصف بواسطة الدكتور، وبعد ذلك يتدرب طالب الطب على معرفة هذه الأمراض بطرق عدة، بعض الطلاب يأتيهم نوع من التهيؤ أنه مصاب بنفس المرض.

فيا أخي الكريم: أنا أعتقد أن هذا تأثير إيحائي، ويجب أن تقطع حبل التفكير هذا تماما، وأنت أثرت على نفسك سلبيا، فيجب أن تؤثر على نفسك إيجابيا بنفس المستوى، وأقصد بذلك أن ترسل إشارات إيجابية لكيانك الوجداني بأنك بخير، وبأنك لا تعاني من أي مرض نفسي، ومن تمرض سيمرض، ومن تعافى سيتعافى، وكل الذي تحتاجه هو نمط حياة إيجابي، نمط حياة صحي.

أن تنظم وقتك، وأن تحسن إدارته، أن تمارس الرياضة، أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، عليك بالقراءة، الاطلاع، العبادة، بر الوالدين، التطوير المهني ... بهذه الكيفية – أخي – تتطور نفسيا.

وتفكيرك حول الاكتئاب والأمراض الأخرى قطعا سوف يقل جدا وينحصر جدا، فلا تتوهم الأمراض أخي الكريم، وأنصحك ألا تقرأ كثيرا عن هذه الأمراض، وطبعا أنا لا أريد أن أحرمك من المعرفة، لكن كثيرا مما يذكر ليس دقيقا، وقد يدخل الإنسان في نوع من التنازع الداخلي، وبعد ذلك يقع الإنسان تحت هذا التأثير الإيحائي السلبي، مما يجعل الإنسان يتوهم المرض، أو ربما يصل حتى لدرجة المراء المرضي، وهي حالة مطبقة وشديدة، فيها يعتقد الإنسان أنه بالفعل مصاب بمرض معين، ويبدأ بعد ذلك في التنقل بين الأطباء.

أنا لا أعتقد أنك في حاجة لزيارة طبيب نفسي، فعل نمط حياتك واجعله إيجابيا على الأسس التي ذكرتها لك، وتجاهل هذا النوع من الفكر السلبي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات