أعاني من وسواس الموت والحزن بدون سبب.

0 7

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني منذ ٨ أشهر تقريبا من حالة لا أعرف إن اكتئاب أو وسواس، وغالبا تأتيني في الليل عندما أكون وحدي أحس بأن أجلي قد اقترب أو أني سأموت.

أو كلما أحسست بوخز بقلبي أظن بأنه سيتوقف، أو أن لدي الخبيث!

كنت في السابق حيوية ونشيطة، أحب المرح، واليوم أنا حزينة كل الوقت، أكتفي بالنظر لابنتي ٣ سنوات و ٦ أخاف من الموت وتركهم.

لدي قولون عصبي، وفقدان الشهية، وغثيان في بعض المرات وقيء، وتأتيني رجفة وهلع في الليل، وبفضل موقعكم أتحسن عندما أرى استشارات أناس مثلي، بفضلكم تعلمت أن حالتي نفسية، وأخذت دواء دوكماتيل سبب لي تكون حليب في الثدي، وتركته واشتريت سيبراليكس؛ لأني رأيتكم تنصحون به من هم مثل حالتي بالضبط.

آخذ نصف حبة صباحا منذ ٤ أيام، أريد معرفة كيف أتبعه ومتى أبدأ بأخذ حبة كاملة؟ وهل ما أعاني منه اكتئاب؟ وهل سأشفى وأرجع إلى طبيعتي؟

فأنا لا أستطيع أن ألعب مع بناتي، ولم أعد أضحك، وأغضب من أبسط الأمور، أفضل الهدوء، أشعر بالإرهاق، والمدينة التي أعيش فيها ليس فيها أطباء نفسيين، وقد أخذت الدواك نصف حبة مدة 10 أيام، واليوم بدأت بأخذ حبة كاملة، افكم هي المدة التي يجب علي أن أتناولها؟

وشكرا لكم على نصائحكم وإجاباتكم التي تريح النفس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيلي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

نوبات الهرع والهلع دائما تعطي هذا الشعور الكاذب حول دنو الأجل، وهذا الشعور يجب أن يحقر، يحقر بمعنى أنه شعور مرضي وليس شعورا حقيقيا، لأن الموت حق، والإنسان لا يمكن أن يحقر هذه الحقيقة، على العكس تماما الإنسان يجب أن يخاف من الموت خوفا شرعيا، وهو ابتلاء من الابتلاءات {ولنبلونكم بشيء من الخوف}.

والخوف الشرعي يتطلب أن نعيش الحياة بقوة، وبأمل ورجاء، وأن نعمل الصالحات، ونبتعد عن الذنوب، ونلتزم بالعبادات والواجبات الاجتماعية، وأن نحرص على الدعاء، لأن الدعاء عظيم جدا، ويعطيك الشعور الكبير بالأمان، وأن نسأل الله تعالى دائما حسن الخاتمة، وأن يجعل خير أعمارنا آخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقاه.

أيضا هنالك آليات علاجية أنا متأكد أنك قد قرأت عنها، تمارين الاسترخاء الناس لا يعطونها حقها الحقيقية، هذه التمارين رائعة جدا، هذه التمارين مع التدبر والتأمل والاستغراق الذهني الإيجابي؛ إذا قام الإنسان بذلك مع مجرد تمارين الشهيق والزفير ببطئ وقوة، لها فعل ممتاز جدا لإزالة التوتر والقلق، وقطعا تبعث في النفس الطمأنينة، فاحرصي على ذلك.

أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تتذكري دائما أن حياتك جميلة، وأن الله تعالى قد حباك بالذرية، وأنت في بدايات سن الشباب، وهنالك الكثير والكثير أن تقومي به، فلا تركني ولا تستلمي، واطردي هذا الفكر السلبي تماما.

بالنسبة للأدوية: بالفعل عقار (دوجماتيل) بالرغم من أنه جيد لعلاج القلق، لكنه بالفعل يزيد هرمون الحليب عند النساء، مما يؤدي إلى التثدي وربما إفراز الحليب واضطراب في الدورة الشهرية.

بالنسبة لعقار (سيبرالكس) والذي يعرف باسم (اسيتالوبرام): هو الدواء المثالي لحالتك، أنت بدأت الآن بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميا، استمري عليها من أربعة إلى عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة كاملة – أي عشرة مليجرام – يوميا لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة لمثل حالتك، بعد انقضاء الشهرين خفضي الجرة واجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين آخرين، وهذه هي الجرعة الوقائية، بعد ذلك اجعلي الجرعة خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول السيبرالكس.

أنا أؤكد لك أنه دواء رائع، ودواء سليم، غير إدماني، لا يؤثر على الهرمونات النسائية، وإذا قمت بتناوله بالتزام صارم وطبقت الإرشادات التي ذكرناها لك سوف تشعرين وتحسين أن حياتك وصحتك النفسية قد تطورت جدا وأصبحت إيجابية، وذهب عنك هذا الخوف والهرع والقلق والتوتر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات