الأرق أحرمني النوم فماذا عليّ فعله؟

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

أعاني من أرق مزمن، لا أستطيع النوم بتاتا لا بالليل ولا بالنهار.

في البداية كنت أعاني من نوبات هلع وآلام بالمعدة، بعد مراجعة طبيب الجهاز الهضمي أعطاني دوائين laroxil و amiprime لمدة شهرين، عند الاستعمال الثاني تختفي كل الأعراض، وأكون طبيعيا، لكن عند انتهائي من الدوائين تعود الأعراض مثل: القلق، والخوف، مع عدم النوم ولو لدقيقة واحدة.

ماذا يجب أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هنالك بعض الناس لديهم قابلية للقلق، لديهم ما يسمى بالقلق المعمم – أي القلق العام – الذي قد يظهر بسبب أو بدون سبب، وهؤلاء دائما يكونون عرضة لما يسمى بالأعراض النفسوجسدية - مثل: اضطرابات المعدة، اضطرابات القولون العصبي، الصداع العصبي – هؤلاء يكونون عرضة لمثل هذه الأعراض، وفي ذات الوقت طبعا القلق قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، خاصة تكون هنالك صعوبة في بداية النوم.

أيها الفاضل الكريم: إن شاء الله الموضوع هذا بسيط جدا، أنصحك بأن تحسن صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، والحرص على النوم الليلي، وتثبيت وقت النوم، وتجنب السهر، وعدم تناول الشاي والقهوة – وكل المثيرات الأخرى – بعد الساعة الخامسة مساء، وأن تحرص كثيرا على أذكار النوم.

طبعا الرياضة أيضا تعتبر مهمة ومفيدة (رياضة الجري، رياضة المشي، السباحة، كرة القدم) أي نوع من الرياضة متاح يجب أن تمارسه.

الأمر الآخر: يجب أن تعبر عن نفسك ولا تكتم، التعبير عن الذات يؤدي إلى ما نسميه بالتفريغ النفسي الإيجابي، وهذا يعود على الإنسان بالاسترخاء الجسدي والاسترخاء الذهني.

أضف إلى ذلك أنه توجد تمارين تسمى تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة، تمارين مفيدة جدا، فأرجو أن تطبقها. إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو الاطلاع على هذه الاستشارة والاستفادة منها، والاسترشاد في كيفية تطبيق وممارسة تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

هذه – يا أخي – هي الإرشادات المهمة والضرورية، والتي أرجو أن تحرص على تطبيقها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فلا مانع أبدا من أن تتناول أحد الأدوية غير الإدمانية، أدوية لا تؤدي إلى التعود.

الأدوية التي كتبها لك الطبيب أراها أدوية جيدة، وإن كان الدواء الثاني لست متأكدا منه كثيرا، لأن الاسم اسم تجاري.

والـ (اميبرامين Imipramine) هو دواء جيد جدا لعلاج القلق والتوترات، لكن يجب أن يتم تناوله صباحا.

عموما: أنا سوف أصف لك أدوية قد تكون أفضل قليلا، وقد تكون أسلم. الدواء الأول يعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل Dogmatil) تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

أما الدواء الآخر فيعرف باسم (ميرتازابين Mirtazapine) هذا دواء رائع جدا، الحبة تحتوي على ثلاثين مليجراما، ابدأ بتناول نصف حبة – أي 15 مليجرام – ليلا، حاول أن تتناوله مبكرا، لأن هذا الدواء يؤدي إلى نوم جيد، وفي ذات الوقت قد يحس الإنسان بشيء من الخمول أو الفتور في الصباح إذا تناول الدواء في وقت متأخر. فإذا تناوله ساعتين قبل النوم، جرعة نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها ربع حبة – أي: 7,5 مليجرام – ليلا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

وإذا التزمت بنمط الحياة الإيجابي الذي تحدثنا عنه سلفا؛ هذا إن شاء الله تعالى يغنيك عن استعمال الأدوية في المستقبل، لأن النوم أصلا هو أمر طبيعي جدا، ومتى ما جعل الإنسان نمط حياته إيجابيا سيكون نومه جيدا وهانئا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات