ما سبب الإخفاق والفشل الذي يلف حياتي بأكملها؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب، عمري 21 سنة، مقيم في أوروبا، أريد حلا للإحباط والاكتئاب الذي أعاني منه؛ فقد أصبحت أرى العالم مظلما، وكل شي لا أوفق فيه، أحاول مرة واثنتين وثلاثة، ولكن دائما أفشل في كل شيء حرفيا، سواء كان: رياضة، دراسة، علاقة عاطفية، رخصة قيادة، في كل شيء.

كنت قريبا من ربي كثيرا، وأدعوه دائما، ولكني الآن لا أصلي، ودخنت الحشيش من شدة الكئابة، وتركت الدراسة.

أسهر طول الليل بدون أي فائدة، تعبت من المحاولة، لا أستطيع أن أحاول، حتى لا أفشل، لأنه حتمي.

والله إني أحاول وأغير الطريقة، ولكن دائما هناك عائق.

مثلا في كرة القدم تمرنت وتطورت، ولكن أصبت بمرض في الصدر جعلني أتوقف، حالتي الصحية تدهورت، وزني ينقص بطريقة غريبة، شعري يتساقط، إحدى العينين فيها ضعف نظر كبير.

منذ أن وصلت إلى أوروبا وأنا حياتي في تدهور، هل ممكن أن يكون السبب الحسد؟ فأنا لا أوفق في كل شيء، لا أنا ولا أخي.

لم أستطع ذكر كل شيء؛ لأنني أعاني منذ مدة طويلة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعيد لك الطمأنينة والأمان، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.

لا شك أن البداية الصحيحة لرد الإحباط وإزالة هذه العوائق يكون بالعودة إلى الله تبارك وتعالى، والإقبال عليه، والتوبة من المعاصي والذنوب التي كان من أكبرها ترك السجود لله تبارك وتعالى، ثم الوقوع في مسألة الحشيش، وهو نوع من الخمر، بل هو أسوأ، والخمر أم الخبائث وأم الكبائر.

وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله تبارك وتعالى فإن هذا يؤمله خيرا وينتظره خيرا، واعلم أن ما عند الله من توفيق وسعادة وخير لا ينال إلا بطاعته، وأن الإنسان مهما نال من هذه الدنيا إذا لم يكن مطيعا لله تبارك وتعالى فإن حياته ضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، {ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} يعني: طيبة لمن آمن، والذي {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} ومن يعش - أي يغفل - ويعيش الحياة الضنك كما جاء في كتاب ربنا تبارك وتعالى.

إذا الحياة الطيبة مرتبطة بطاعة الله، والحياة الضنك مرتبطة بالمعصية لله تبارك وتعالى.

ونوصيك بعد ذلك بقراءة الرقية الشرعية على نفسك، وكذلك الإخوان ينبغي أن يحافظوا على أذكار الصباح وأذكار المساء وأذكار النوم، والإنسان عليه أن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب. والرقية يمكن أن يقرأها الإنسان على نفسه، ولا مانع من أن يذهب إلى راقي شرعي يقيم الرقية على قواعدها وضوابطها الشرعية.

والإنسان عليه أن يسعى في هذه الحياة، و(عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)، فلا تتوقف عن فعل الأسباب، وكل ذلك بعد أن تتوجه إلى الكريم الوهاب، وتصلح ما بينك وبينه، وإذا علم الله من قلبك الصدق فإن الله سييسر أمرك، وأكثر من الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار، واعلم أن الذي يستقيم على طاعة الله يأتيه الخير من الله تبارك وتعالى، وهو رابح في كل الأحوال بطاعته لله تبارك وتعالى.

واعلم أن هذه الهموم والغموم تزيد على الإنسان لأن للمعاصي شؤمها، والشيطان أيضا يستحوذ على هذا العاصي، وهم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا {وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله}، فتوكل على الله وأقبل عليه، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك ولإخوانك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات