محتار بين السفر إلى السعودية كعامل أو البقاء في بلدي تاجرا.

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا محاسب، وأعمل في التجارة في مصر منذ ١٧ عاما، متزوج، ولدي ولدان في المرحلة الثانوية، ولكن ظروف والأحوال والقوانين ضاقت بنا في العمل، وأرغب بالسفر إلى السعودية، ولكن المتاح لي أن أكون عاملا براتب ضعيف، لكن المصروفات هناك قليلة.

فكرت في السفر وبعد سنتين أو ثلاث أستقدم الأولاد ليعيشوا معي، فهل أترك تجارتي ومحلاتي ومنزلي وأسافر، أم أبقى بجانب أولادي وأبي وأمي الذين تجاوزوا الثمانين؟ فأنا محتار جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهيأ لك السعادة والخير والمال والاستقرار.

أجد في نفسي ميلا إلى تشجيع بقائك بين أهلك مع والدين كبرا في السن، ومع أبناء أحوج ما يكونوا إلى وجود والد في هذا السن، وإذا كنت ولله الحمد تستطيع أن تمشي أمورك التجارية ولو بالدرجة البسيطة المعقولة التي تضمن لك الحياة العادية؛ فلا نرى السفر وترك الوالدين في هذه المرحلة العمرية وترك الأبناء أيضا في هذه المرحلة العمرية، واعلم أن التضحيات كبيرة لمن يفارق أهله خاصة في الظروف المذكورة.

فالوالد والوالدة في سن يحتاجون إلى قربك منهم، والأبناء في سن يحتاجون إلى مراقبتك ومتابعتك ومصادقتك لهم، وكذلك أمهم تحتاج إلى أن تكون إلى جوارها، فعليه: أجد في نفسي ميلا إلى تشجيع بقائك حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، بأن ييسر لك الأمور، أو تتغير هذه الظروف، أو تجد أيضا حتى فرص عمل أفضل وأحسن، بحيث تستطيع أن تتمكن أن تأخذ العائلة معك في أقرب وقت ممكن، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

وأنا أريد أن أقول: الإنسان في مثل هذه الأحوال يشاور، وأنت قد شاورت، والإنسان كذلك يستخير، فعليك أن تستخير، فالاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ومن المهم جدا أن تتعرف أيضا على رأي الوالدين وأفراد الأسرة، وإن كنا نحن نؤكد أن وجودك معهم فيه مصلحة لك ومصلحة لهم، ووجودك معهم وبرك للوالدين سبب من أسباب بركة الرزق والخير.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات