أكره نفسي لأنني أشعر بأنني الأفضل بين الناس.

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أريد أن أشكركم على هذا الجهد والموقع العظيم -بارك الله فيكم-.
أنا فتاة، عمري 19 سنة، أشعر أنني أعاني من وسواس الشيطان، بدأت في ارتداء الحجاب منذ 3 أسابيع ومنذ ذلك الحين بدأت في الحكم على الناس، أو الاهتمام بما يرتدونه، ومن ثم أعتقد أنني الأفضل، أكره هذا الشيء، أحس أنني متكبرة، ومذنبة كبيرة، لا أريد التفكير بهذا الموضوع.

وأيضا أحس أنني أحسد الآخرين، أريد دائما أن أكون الأفضل، لا أريد أن أفكر بهذا الشكل رجاء، ساعدوني لا أريد أن أكون هكذا، ولا أريد أن أحسد الآخرين.

لا يمكنني فعل أي شيء ضد هذه المشاعر والأفكار، أصبحت أكره نفسي، وأبكي كثيرا، أخاف من رب العالمين أن لا يسامحني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهرة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة، ونهنؤك على الاهتداء إلى الحجاب والستر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى على أمثالك أن شغل الشيطان أن يقعد لنا على الصراط المستقيم ليصدنا عنه، ولذلك الشيطان لا يريد لك الحجاب، ولا يريد لك الهداية، فيأتي يشوش عليك بمثل هذه الأمور، ومن حق الإنسان أن يكون الأفضل في طاعته لله، وأن ينافس الناس ويسابقهم فيما يرضي الله، قال الله: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين}، وقال: {وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله}.

والمؤمنة التي تتحجب تتمنى الخير للأخريات، وتتمنى للجميع أن يترفعوا، وهذا هو الفرق بين الإنسان العزيز الذي يريد للجميع العزة والكمال والالتزام والجمال، وبين الإنسان المتكبر الذي يريد أن يكون الأعلى ويكون الناس في الأسفل كالذباب والحشرات لا قيمة لهم ولا وزن لهم.

وعلى كل حال: نحن ندعوك إلى مدافعة الأفكار السالبة، ونؤكد لك أن الله لن يحاسبك بحديث النفس وبمثل هذه الأمور ما لم تتحول إلى ممارسات عملية. إذا ذكرك الشيطان بأنك أفضل، وبأنك أحسن، ودعاك إلى التكبر؛ فخالفيه، وتواضعي، واعلمي أنك أعلم بنفسك من الناس، والله أعلم بك، والإنسان إذا أحس بكمال ورفعة حتى لو مدحه الناس فإنه ينبغي أن يمدح رب الناس الذي وفقه، فالذي وفقك للحجاب هو الله، الذي ينبغي أن يشكر على توفيقه.

ولذلك اجعلي همك أن تشكري الله، ولا تحزني من هذه الوساوس التي يأتي بها الشيطان، ولكن اجتهدي في تحويلها إلى خير، وتمني للجميع الهداية وحسن المظهر لما يوافق شرع الله تبارك وتعالى، ونحن سعداء بهذا التو اصل، وأرجو ألا يأخذ الأمر أكبر من حجمه، فوساوس الشيطان تقابل بالإهمال، وتقابل بالاشتغال بأمور فيها طاعة لله تبارك وتعالى، وتقابل كذلك بأن ينتهي الإنسان عن توارد الأفكار وتسلسلها، ونوصيك بتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وإذا جاءك الشيطان وقال: "أنت أحسن واحد" فقولي: "الحمد لله"، وتذكري أنك أعلم بنفسك، فلا تخدعك مثل هذه الكلمات، فالإنسان إذا شعر أنه ناقص فإنه يسعى للكمال، لكن عندما يشعر أنه كامل فعند ذلك يذكر نفسه أنه كما قال الله تعالى: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا}، ويذكرها بما كان منه من قبل أنه كان من الغافلين وكان من العاصين وكان من أصحاب الذنوب، ويذكرها بالنقص الذي عنده.

نسأل الله أن يزيدك رفعة وخيرا، والتزاما. أكرر: هذه المشاعر السالبة تحتاج إلى تغافل، لا تكرهي نفسك، ولا تحزني طويلا، لأن هذا ما يريده الشيطان، ولكن حولي هذه الأشياء إلى طاعات وإلى أذكار وإلى تقرب إلى الله تعالى، إلى تمني الخير للناس، فإذا رأيت نعمة تنزل على خلق الله فافرحي بها، واسألي الله من فضله، كما هو هدي الأنبياء، قال زكريا لمريم - عليهما السلام -: {قال يا مريم أنى لك هذا} قالت: {قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} لما رأى النعم توجه مباشرة إلى واهب النعم {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}.

فتوجهي إلى الله كلما شاهدت نعمة عند خلق الله بعد أن تشكري الله الذي وهبهم، واسألي الله من فضله.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات