أعاني من الخوف الشديد من الأعراض المزمنة التي أعاقت عملي وحياتي، فما العلاج؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من نوبات هلع منذ سبعة أشهر، وذهبت لطبيب اختصاصي وتحسنت قليلا مع دواء كلونابريم، وكيتيل، لكن لدي أعراض مزعجة ومزمنة وتسبب لي وساوس الموت، وهي خفقان القلب، وضغط شديد في الجهة اليسرى من القلب، ودوخة، وعدم اتزان، وألم خلف الرأس ناحية الأعصاب، وعملت الفحوصات اللازمة، مثل تخطيط القلب، وايكو، كلها سليمة، وعملت تصويرا مقطعيا (سكانير) للرأس ونتيجته هي جيوب أنفية فقط، وعملت تحاليل الغدة الدرقية، والماغنيزيوم، والكالسيوم، وتحاليل فقر الدم، كل نتائجها ممتازة -الحمد لله- لكن ما يقلقني ويصيبني بالخوف الشديد هو تلك الأعراض المزمنة التي أعاقت عملي وحياتي وأصبحت أعاني من اختلال الآنية، والخوف الشديد.

هذا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

من طبيعة قلق المخاوف ونوبات الهرع أنها في حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة (40/50%) من الناس ربما تعاودهم مرة أخرى، فهي انتكاسية من هذه الناحية، لكن يعرف أن النوبات التي تأتي بعد النوبة الأولى تكون خفيفة، خاصة إذا تفهم الإنسان طبيعة هذه الحالات بأنها غير خطيرة، وأن تسارع ضربات القلب ناتج من زيادة في استشعار الجهاز العصبي اللاإرادي، وحتى الشعور بقرب الموت -كما يحس به البعض- هو فكر وسواسي قلقي، وليس أكثر من ذلك.

إذا -يا أخي- حاول أن تحقر تماما هذه الأعراض، وعليك بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين الشهيق والزفير، بتدبر وتمعن واستغراق ذهني إيجابي. عليك بتمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، هذه التمارين يمكن أن يدربك عليها أخصائي نفسي، أو يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، وتسترشد من خلالها كيفية القيام بهذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة بما ورد فيها من أجل تطبيق هذه التمارين المفيدة.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون إيجابيا في تفكيرك ومشاعرك، وكذلك أفعالك وأعمالك، يجب أن تحسن إدارة الوقت، وأن تتجنب الفراغ الزمني والفراغ الذهني، واحرص على تجنب السهر، النوم الليلي مريح جدا، يجدد طاقات الإنسان، ويحسن تركيزه، والإنسان حين يبدأ يومه بصلاة الفجر لا شك أن هذا فيه خير كثير له. والتمارين الإحمائية الصباحية أيضا تفيد كثيرا في علاج مثل حالتك هذه.

هذه -أخي الكريم- هي نصائحي لك، واجعل نمط حياتك على الأسس التي ذكرتها لك: الإيجابية في التفكير، الإيجابية في المشاعر، والإيجابية في الأعمال، وأن تعيش قوة الآن، ولا تلتفت للماضي، وأن تعيش المستقبل بأمل ورجاء. احرص -يا أخي- على تحقيق أهدافك، بأن تضع الآليات التي توصلك إليها. احرص أيضا على الواجبات الاجتماعية، لا تتخلف عنها، احرص على الصلاة مع الجماعة، ففيها خير كثير لك أخي الكريم.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنك يمكن أن تضيف دواء بسيط، وهو عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميا باسم (سولبيريد)، تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

إن استمرت هذه الأعراض بنفس الحدة والشدة -بالرغم من التطبيقات التي ذكرناها لك- فهنا يجب أن تقابل الطبيب، وقد تحتاج لدواء مثل الـ (اسيتالوبرام) والذي يعرف تجاريا باسم (سيبرالكس)، لكني متفائل جدا، وعلى قناعة تامة أنك إذا طبقت ما ذكرته لك سوف تتخلص -إن شاء الله تعالى- من هذه الأعراض، وتعيش بصحة نفسية ممتازة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونبارك لك قدوم شهر رمضان، نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه، ويجعلنا من الصائمين القائمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات