أعاني من أعراض نفسية وجسدية وتحاليلي سليمة.. أرشدوني

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ألم في الصدر، نغزات، وألم في اليسار أكثر وبجهة اليمين أحيانا، وهناك طقة في الثدي، علما أنه في الجهة اليسرى يمتد إلى خلف ظهري ألم شديد، وأحس بخدر وتنميل بيدي اليسرى، وأيضا رجلي وأحس ببروده في رجلي، كما يأتيني شعور بأني سوف أنقل للمستشفى، وأنها أعراض نوبة قلبية، وأغلب هذه الأشياء تحصل معي عند أكل الزيوت والتوابل أو عندما أكون جائعا، لا أشعر بالجوع حين تأتي هذه الآلام، تعبت من الذهاب للدكاترة، ولم أجد فائدة، وعملت جميع الفحوصات وايكو وأكثر من عشرين تخطيطا، وكلها سليمة، فقط عندي جرثومة في المعدة.

الدكتورة قالت إني أعاني من نوبة هلع، إثر الأحداث التي حصلت في صنعاء بداية الحرب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: أقول لك - وأنا على درجة كاملة من اليقين إن شاء الله - أن حالتك هذه حالة نفسية، وأرجو ألا تعتبر نفسك مريضا نفسيا، هي مجرد ظاهرة نفسية تتمثل في وجود القلق والمخاوف الوسواسية لديك، وهذا جعلك تكون شفوقا جدا حول صحتك الجسدية، ودخلت فيما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، وتخوف الناس من الذبحات القلبية وموت الفجاءة أصبح أمرا شائعا وكثيرا، لذا تمركزت معظم أعراضك الجسدية حول الصدر والقلب والجهة اليسرى، حيث إن الذبحات القلبية في ظاهرها تشبه هذه الأعراض، لكن حالتك هي حالة نفسية بحتة، فأرجو أن تطمئن أخي الكريم.

وطبعا أول الخطوات التي يجب أن تتخذها هي التوقف عن التنقل بين الأطباء؛ لأن هذا يؤدي حقيقة إلى توهمات مرضية كثيرة.

الأمر الثاني يا أخي هو: أن تسعى لأن تعيش حياة صحية بقدر المستطاع، والحياة الصحية تتطلب: تجنب السهر، والحرص على النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة باستمرار، وحسن إدارة الوقت، والحرص على الواجبات الإسلامية، خاصة العبادات والصلاة في وقتها، والتواصل الاجتماعي الإيجابي، وألا تتخلف عن واجب اجتماعي، وأن تحاول أن تطور نفسك في عملك بقدر المستطاع ... هذه - يا أخي - تقريبا هي الوسائل الصحيحة من أجل أن يكون لك إدارة لوقتك وحياتك بصورة أفضل.

وأنا أبشرك - يا أخي - أنه توجد أدوية ممتازة جدا تعالج هذا النوع من الأعراض، الدواء الأول يسمى (اسيتالوبرام) هو من الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوسوسة، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - أي تتناول خمسة مليجرام - يوميا لمدة أسبوع، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم عشرين مليجراما يوميا كجرعة واحدة - وهذه هي الجرعة العلاجية - تستمر فيها لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه مدة الوقاية، بعد ذلك تجعل الجرعة خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن الدواء.

بهذه الكيفية - أي الجرعة المحددة والمرتبة حسب مراحل العلاج، ثم التوقف التدريجي - هي الآليات السليمة والصحيحة والعلمية لتناول هذا الدواء، وهو دواء سليم جدا وفاعل وغير إدماني.

الدواء الثاني هو دواء مساعد، يفيد جدا في أعراض القلق والأعراض النفسوجسدية الناتجة من القلق، الدواء يعرف باسم (سولبيريد) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا باسم (دوجماتيل) تحتاج أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات