ما علاج القلق الذي أشعر به وإحساسي بالاختناق؟

0 16

السؤال

السلام عليكم

عمري 29 سنة، منذ سنتين بدأت لدي أعراض عندما أخلد إلى النوم، متمثلة في قلق مزعج في الصدر، وإحساس بالاختناق والاستيقاظ المتكرر جدا خلال النوم، ذهبت لطبيب باطنية وعملت تحاليل دم، وصورة للرئة، وتخطيط قلب، وتخطيط دماغ، كل شيء سليم، منذ تقريبا ستة أشهر ونصف، أصبت بنوبة هلع شديدة، ومنذ ذلك الحين تغيرت حياتي، أصبحت أخاف من الخروج أو الذهاب لأماكن بعيدة خوفا من أن تأتيني نوبة هلع أخرى، وأغلب الأوقات لدي دوخة خفيفة وقت التركيز، والوعي لدي ليس مثل قبل، وتزداد الحالة عند الخروج من المنزل ومقابلة الناس.

ذهبت لطبيب نفسي منذ ستة اشهر، وصف لي زولوفت 50mg و seresta 10 مج، تحسنت قليلا لفترة، ورجعت الأعراض فزاد الجرعة من زولوفت 100mg، لم أستفد، فغير لي الدواء لديروكسات 20 mg، أيضا تحسنت قليلا لفترة عشرة أيام، ثم عادت الأعراض بقوة.

أنا الآن آخذ ديروكسات 30 mg وسيريستا 10mg حبة في الليل، أرجو المساعدة والإفادة، أريد أن أرجع لحياتي الطبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: بالفعل الذي تعاني منه هو نوع من قلق المخاوف الذي أدى لأعراض نفسوجسدية، فالشعور بعدم الارتياح في القفص الصدري والإحساس بالاختناق والاستيقاظ المبكر، كلها من علامات القلق النفسي التوتري، وربما يكون لديك أيضا درجة من المخاوف الوسواسية البسيطة.

القلق والتوتر كثيرا ما يتحول إلى أعراض جسدية، وهذه الأعراض الجسدية سببها حدوث توتر عضلي ناتج من التوتر النفسي، وحتى الأعراض الأخرى التي تحدثت عنها كالدوخة الخفيفة واضطراب التركيز والوعي، هذه كلها أعراض للقلق والمخاوف النفسية، وتزداد عند الخروج من المنزل، هذا أمر طبيعي جدا؛ لأن الشخص القلق والذي يعاني من المخاوف والوسوسة دائما يحس بالأمان في محيط المنزل، أو حين يكون مع أشخاص يعرفهم أو من أهله، ولذا بعض الناس يمتنعون تماما عن الخروج أو الذهاب لأي مكان لوحدهم، وهؤلاء يعانون في نهاية الأمر من حالة نسميها بـ (اضطراب الساح)، أي: الخوف حين يكون الإنسان لوحده أو في مكان مفتوح.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون أكثر ثقة في مقدراتك وفي صحتك، وأنك تستطيع أن تتغير، وعليك بالإكثار من المواجهات لمصادر الخوف؛ لأن التجنب يزيد من العلة النفسية، ويؤدي إلى المزيد من الصعوبات، فلذا عليك بالاقتحام، وعليك بالمثابرة، ولا بد أن تجعل لحياتك معنى من خلال حسن تنظيم الوقت، والحرص على الواجبات الاجتماعية، والحرص على الواجبات الدينية، أن تكون لك آمال وطموحات في الحياة، وأن تضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك.

بهذه الكيفية - أخي الكريم - تستطيع أن تزيح تماما مشاعر الخوف وعدم الطمأنينة والأعراض النفسوجسدية، وممارسة الرياضة باستمرار فائدتها كبيرة جدا، الآن هناك بحوث كثيرة جدا تشير إلى أن الرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، فكن حريصا على ذلك أخي الكريم.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: هذه الأدوية قريبة ومتشابهة لدرجة كبيرة، الـ (زولفت) والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) دواء رائع، دواء ممتاز جدا، الـ (ديروكسات) أيضا دواء ممتاز، ويوجد دواء آخر أيضا لعلاج المخاوف يسمى (سيبرالكس)، فيمكن للطبيب أن يتخير لك الداء الذي يوافقك، لأن الأدوية تعمل أيضا من خلال منظومة تتعلق بالتوافق الجيني، والتجربة خير برهان في هذا الأمر.

لا أعرف السبب في تناولك للـ (ستراتيرا Strattera)، لكن ما دام وصفه لك الطبيب فلا بد أن يكون هنالك سبب لذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات