كيف أقوّم سلوك أخي؟

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أخوكم في الله من المملكة الأردنية، عمري 19 عاما، ولدي أخت تصغرني بـ 3 أعوام، وفي هذه السنة إن شاء الله سيأتينا مولود ذكر بإذن الله، وسؤالي: كيف لي أن أقوم سلوكه وأزرع فيه المروءة وأغرس فيه بذور العقيدة الصحيحة؟ مع العلم أن والدي لديه مشكلات نفسية، أي أنه انطوائي وخجول جدا، ويكبح شخصيتنا، وهذه الأمور أثرت فينا، ولا أريدها أن تؤثر في أخي من أبي، أريد منه أن يكون رجلا قويا غيورا على دينه وعرضه، مؤمنا ويستطيع سد ذرائع الفتن عن نفسه، وذكي ولديه فكر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة تجاه الأخ الصغير، الذي نسأل الله أن ينبته نباتا حسنا.

خير ما نوصيك به هو تقوى الله تبارك وتعالى، ثم الحرص على بر الوالد والشفقة عليه، والإحسان إليه، ثم بعد ذلك العناية بالآخرين، الوالدة أو إخوانك الصغار أو الأخت، أو كل من حولك حسب الترتيب الشرعي، فأولى الناس في البر الوالدة ثم الوالد ثم بعد ذلك تأتي الأخوات ثم الإخوان، ونسأل الله أن يعينك على أن تكون نموذجا تعين على الخير.

ثانيا: سعدنا جدا بهذا السؤال المبكر - كما فهمنا - أنه سيأتيكم طفل وأنك تسأل كيف تربونه، وكيف تغرسون في قلبه العقيدة الصحيحة، ونحو ذلك من المعاني الكبيرة التي تدل عل همة عالية، ولا شك أن الطفل الصغير بعد خروجه من المفيد له أن يسمع الأذان، وأن يحصن، وأن نذكر إلى جواره (لا إله إلا الله)، وذكر الله تبارك وتعالى، ثم نردد السور القصيرة بهدوء، ثم إذا بدأ يعقل نبدأ نعلمه آداب الاستئذان وآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ولا شك أن السنوات الأولى - خاصة السبع سنوات الأولى أو الخمس الأولى - تحتاج منك أن تكون إلى جواره تلاعبه وتداعبه، لأن التعليم في هذه السنوات الأولى إنما يكون من خلال اللعب، ثم بعد ذلك يكون التعليم يأخذ مداه وصورته الصحيحة عندما يبدأ يتدرج في صفوف الدراسة المدرسية، قبل ذلك وبعده ينبغي أن تكون صلته بكتاب الله وثيقة، فالأمة كما قال ابن خلدون: (درجت على أن تبدأ بتعليم أبنائها كتاب الله)؛ لأن ذلك يصحح الإيمان، ويعمق الإيمان، ويصحح اللسان، ويرسخ القيم في نفوس من يقبلوا على كتاب الله تبارك وتعالى.

نكرر شكرنا لك على هذه النية الجميلة، ونسعد بالمتابعة الفعلية في ذلك الوقت، بعد مجيء هذا الطفل، حتى نتابع معك التفاصيل الدقيقة لحياته وحياتكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات