هل يصاب بالسكتة القلبية من كان قلبه سليما وليس لديه أي مشاكل وراثية؟

0 14

السؤال

مرحبا.

أنا أعاني من وسواس حول الموت بالسكتة القلبية بعد أن توفي أحد أصدقائي بهذه الطريقة بعمر الـ ١٨ عاما، وأعيش رعبا حقيقيا، علما أني منذ سنوات أجريت فحص الايكو للقلب والتخطيط القلبي، ورنينا مغناطيسيا للدماغ، وتحاليل دم وكلها سليمة -ولله الحمد-، ولكن هذه الفكرة لا تفارقني منذ أسابيع، أود أن أسأل: هل إذا كان قلب الإنسان سليما وليس لديه مشاكل وراثية في القلب يمكن أن يصاب بالسكتة القلبية؟

أرجو الإجابة، وشكرا على هذا الموقع الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لهذا الصديق.

ليس من الشائع أن يموت الناس بسكتات قلبية في عمر صغير مثلا، لكن قد يحدث، إلا أنه في الغالب تكون هنالك علة قلبية غير مشخصة، مثلا اضطراب في كهرباء القلب أمر شائع جدا، وكما تلاحظ في الأيام الأخيرة حصلت وفيات بين لعيبة الكرة كثيرا في الملاعب وأثناء ممارستهم للكرة، وهؤلاء اللعيبة من المفترض أن يكونوا أكثر الناس صحة وقلوبهم سليمة؛ لأنهم يمارسون الرياضة باستمرار، لكن سبحان الله قد تكون هنالك علل في كهرباء القلب أصلا موجودة.

والذبحات القلبية أو السكتات القلبية هي مرض نشاهده بعد منتصف العمر، بعد سن الخمسين، لكن قد يحدث في سن أقل من ذلك، لأن حياة الناس أيضا أصبح فيها الكثير من الاضطراب وعدم الطمأنينة، والناس لا تمارس الرياضة بانتظام، لا تعيش حياة صحية، وطريقة الطعام والتغذية أيضا اختلت لدى الكثير من الناس، وقبل ذلك هذا أجل مكتوب ولكل أجل كتاب، وإذا جاء الأجل لا يؤخر ساعة ولا يستقدم أقل من ذلك، وكما يقال: (تعددت الأسباب والموت واحدا).

في حالتك -أيها الفاضل الكريم- أرجو أن تطمئن، تأثرك بوفاة هذا الصديق ثم بعد ذلك بداية الخوف والوسوسة لديك هذا أمر طبيعي، لكن يجب أن تفصل ما بين موته وما بين حالتك، صحتك الحمد لله طيبة، أمورك أحسب أنها جيدة. فيا أخي الكريم: توكل على الله، وعش حياة إيجابية، حياة صحية، حياة فيها فائدة لك ولغيرك. ولا تشغل نفسك بمثل هذا الأمر، وتوكل على الله، وكن متيقنا أن الأعمار بيد الله، وأنا أراك -إن شاء الله- من الموقنين بذلك.

واسعى لأن تكون حياتك صحية، ممارسة الرياضة، التنظيم الغذائي، تجنب السهر، هذا مهم جدا. النفس تطمئن أيضا بالصلاة، الصلاة فيها راحة كبيرة جدا للنفس، وأن تجعل لحياتك معنى حقيقي، إذا كنت في الدراسة مثلا - الدراسة الجامعية - واصل دراستك بكل اقتدار، وإذا دخلت في ميدان العمل احرص في عملك، وكن صاحب مهارات وإيجابيات، وكن إنسانا متطورا جدا.

وعليك بممارسة تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدا، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين. وأرجوك ألا تتنقل بين الأطباء، هذا يؤدي إلى الكثير من التوهمات، لكن لا بأس في أن الإنسان يراجع طبيبه مثلا مرة كل أربعة أشهر، طبيب الأسرة - الطبيب العمومي، طبيب الباطنة - والإنسان يقوم بإجراء الفحوصات الطبية العامة، هذا دائما يبعث رسالة طمأنينة كبيرة جدا عند الإنسان.

لا أعتقد أنك كنت في حاجة للفحوصات التي أجريتها، لكن أرجو أن تكون عامل طمأنينة بالنسبة لك.

أنا لا أرى أبدا أنه لديك أي مؤشر للإصابة بهذه السكتات القلبية، وأسأل الله تعالى أن يطيل في عمرك في عمل الصالحات، وتوكل على الله، وليكن عندنا جميعا أن الموت والحياة بيد الله تعالى، ولا شك في ذلك، {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم طيبين، ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان المبارك، ويجعلنا من القائمين الصائمين العابدين.

مواد ذات صلة

الاستشارات