أصبت بنوبات الهلع ولم أعد أستطيع ممارسة حياتي بشكل جيد

0 13

السؤال

عمري ٢٣ سنة، منذ ٣ أشهر بدأت لدي حالات نوبات الهلع بسبب سفر خطيبي، وكانت تأتي كل يوم، ومع الوقت أصبحت أقل من قبل ولكن خلفت لي ألما في منتصف الصدر وانكماشا، ومع العلم أني أجريت فحوصات كثيرة وكلها سليمة، وذهبت إلى طبيب قلب وعملت تخطيطا للقلب لمرتين، وصورة للصدر لمرتين، والحمد الله سليمة، أصبح لدي وسواس الموت من وراء الألم في الصدر، ذهبت من فترة إلى طبيب أعطاني سيبرالكس وبدأت بالعلاج، ولكن أريد أن أعلم ما سبب الكتمة في الصدر، وتزداد سوءا عند قيادة السيارة، لم أعد أستطيع ممارسة حياتي بشكل جيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zahraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

كما تفضلت وذكرت سفر خطيبك أدى إلى ظهور نوبة القلق الزائد، والتي استصحبتها نوبات هلع، ويعرف تماما أن المواقف الوجدانية العاطفية إذا كان الإنسان حساسا قد ينتج عن ذلك نوع من نوبات الهلع أو الهرع أو المخاوف. فإن شاء الله تعالى خطيبك يعود بالسلامة، وربنا يجمع بينكما على الخير إن شاء الله تعالى. إكمال الزواج من وجهة نظري ضروري.

بالنسبة للأعراض التي تعانين منها الآن - وهي أعراض الألم في منتصف الصدر والانكماش - أنا أؤكد لك أنك لا تعانين من أي مرض عضوي، هذا أكيد، حتى وإن لم تقومي بعمل الفحوصات من تخطيط للقلب وصورة للصدر؛ لا يوجد مرض عضوي. الذي يحدث هو أن القلق دائما يكون مصحوبا بتوتر نفسي، وهذا التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وبما أن الناس تعتقد أن الصدر هو مركز القلب، وأن القلب هو مركز الحياة، يحدث تقلص في عضلات القفص الصدري، لذا تجد الناس يشتكون من آلام ونغزات في الصدر، وهنالك من يحس بنوع من الكتمة، أو حتى ضيق في التنفس ... فهذه الظاهرة معروفة.

وهذه الأعراض نسميها بالأعراض النفسوجسدية، يعني: حالة القلق أو الخوف النفسي أو التوتر النفسي تحولت إلى توتر عضلي، وبعض الناس يأتيهم أيضا صداع عصبي، لأن عضلة فروة الرأس أيضا قد تتوتر مع القلق النفسي، وكذلك أسفل الظهر، لذا تجد من يترددون على عيادات العظام، يشتكون من آلام الظهر وأسفل الظهر، اتضح أن هذا الأمر كله ناتج من القلق؛ لأن في منطقة أسفل الظهر توجد عضلة كبيرة، وحين يتوتر الإنسان قد تتوتر هذه العضلة وتنقبض، وهذا يظهر في شكل ألم.

أيضا ما يعرف بالقولون العصبي، شائع جدا وسط الناس، وهو في الحقيقة ناتج من القلق والتوتر والمخاوف النفسية التي تنعكس على الجهاز الهضمي - خاصة القولون - وتؤدي إلى انقباضات وتشنجات في القولون، مما يجعل الناس يحسون بالألم والأعراض الأخرى.

طبعا الألم - كما تفضلت - تزداد عند قيادة السيارة، لأن الخوف يزداد مع هذه المواقف، حتى وإن كان الإنسان حاذقا في قيادة السيارة، لكن عرف أن أصحاب المخاوف والهرع والوساوس دائما تجدهم في المواقف - مثل قيادة السيارات أو الأماكن المزدحمة - ربما يحسون بشيء من عدم الارتياح. فإذا هذا وضع طبيعي جدا.

أنا أريدك ألا تحملي أي هم حول صحتك الجسدية، فأنت بخير إن شاء الله، وحتى صحتك النفسية هذه مجرد ظاهرة، وأريدك أن تنخرطي في برامج رياضية، أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون مفيدة جدا لك. وأيضا يجب أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين ممتازة، والطبيب الذي أعطاك الـ (سيبرالكس) يمكن أن يحولك إلى أخصائية نفسية التي يمكن أن تدربك على التمارين الاسترخائية، أو يمكنك الاطلاع من خلال اليوتيوب على أحد هذه البرامج وتطبقيها.

السيبرالكس عقار رائع، ممتاز جدا، وأرجو أن تتناوليه حسب ما وصفه لك الطبيب، وهو دواء غير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات