ما هو أفضل علاج للتخلص من الاكتئاب؟

0 13

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اكتئاب، فوصف لي طبيب دواء ديبرتين20مغ وايزوبتيل2 قطرات قبل النوم، وعند شرب أول مرة حبة ديبريتين صباحا، وايزوبتيل ليلا.

شعرت فجأة بحرارة شديدة في جسمي، مع حرقان شديد، خاصة في الأرجل والرقبة والصدر، مع ضغط شديد وضيق في التنفس وخفقان القلب، ذهبت إلى الطوارئ، وعملوا لي تخطيط القلب حيث كانت دقات القلب 111، وعدم انتظام في ظربات القلب مع الضغط طبيعي.

علما بأني أعاني من نوبات الهلع وخوف من أمراض القلب والنوبة القلبية، وعند أي ألم في صدري أفسره على أنه بداية النوبة القلبية.

علما بأني لا أعاني من أي مرض، وزرت طبيب القلب منذ عامين، وعملت إيكو والتخطيط، وكلها سليمة، فما تفسير حالتي؟ وهل الدواء هو الذي أثر في؟ حيث إني تركته خوفا من تكرار الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: الذي يظهر لي بالفعل أنه لديك بعض الاستعداد لنوبات الهرع والفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، وحتى ما وصفته بالاكتئاب في بداية رسالتك ربما يكون مجرد عسر مزاج بسيط.

ما حدث لك من الدواء نتج من قابليتك أصلا واستعدادك للقلق والتوترات، وطبعا ظهرت لديك أعراض نفسوجسدية كثيرة، (ضيق في التنفس، والخفقان) هذه كلها بالفعل دليل على نوبة هرع أو فزع.

الدواء مفيد، دواء ممتاز جدا، لكن ربما تكون كان من المفترض أن تكون جرعة البداية جرعة صغيرة، الـ (ديبريتين Deprettine) مثلا إذا بدأت بعشرة مليجرام كان هذا هو الأفضل، لأن الشخص الحساس - ودائما الذين يعانون من القلق والمخاوف والوسوسة - لديهم حساسية نفسية، هؤلاء أيضا يكونون حساسين تماما للأدوية، فالذي حدث لك - أيها الفاضل الكريم - هو أنك حين تناولت الأدوية حدث حقيقة نشاط كبير في الجهاز العصبي اللاإرادي، وأدى إلى إفراز مادة الأدرينالين، وهذا هو الذي أدى الشعور بالهلع والهرع وتسارع ضربات القلب، وكما تفضلت بعض الناس يأتيهم الشعور كأن نوبة قلبية سوف تحدث، أو كأن المنية سوف تأتي الإنسان.

اطمئن - يا أخي - الحالة بسيطة جدا، ولا علاقة لها بأمراض القلب أبدا، وحاول أن تعيش حياتك حياة طبيعية، لا تتردد كثيرا على الأطباء؛ لأن هذا يخلق الكثير من التوهم، وعش حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب النوم الليلي المبكر، وتجنب تناول الشاي والقهوة بكثرة، وأن تكون وجبة العشاء مبكرة، وتحرص على ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها، ويمكن للأخصائي النفسي الذي يعمل لدى الطبيب النفسي أن يدربك على هذه التمارين، وإذا كان ذلك غير ممكن فيمكنك الاستعانة بأحد البرامج الخاصة بالاسترخاء، والموجودة على اليوتيوب.

دائما التجاهل وتحقير فكرة المرض - خاصة نوبات الهلع - تساعد كثيرا في عدم تكرارها، وحتى إن تكررت تكون بسيطة جدا ويستطيع الإنسان أن يتواءم ويتكيف معها ويتخلص منها تماما.

أحسن إدارة وقتك، ولا تترك مجالا للفراغ، ويا حبذا - يا أخي - لو وجدت عملا؛ لأن العمل فيه تأهيل نفسي ومهني كبير للإنسان.

الدواء: أنا أعتقد أنك تحتاج لأدوية بسيطة، ولن يتكرر ما حدث لك أبدا. أنا أعتقد أن عقار (اسيتالوبرام) والذي يسمى تجاريا (سيبرالكس) سيكون أفيد لك، بشرط أن تبدأ بجرعة صغيرة، هناك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، تناول نصفها فقط - أي خمسة مليجرام - يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة - أي عشرة مليجرام - يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقف عن تناول الدواء.

هناك دواء آخر بسيط جدا يسمى (إندرال) وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى (كوابح البيتا) وهذا ميزته أنه يمنع تسارع ضربات القلب، مما يجعل الإنسان لا يحس بأي عرض نفسي جسدي، والدواء مطلوب في حالتك بجرعة بسيطة جدا، وهي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وتقبل الله طاعاتكم، وبلغنا وإياكم شهر رمضان الكريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات