أشعر بالتوهان والغربة ولا أعرف كيف يمر يومي!

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب، عمري ٢٠ سنة، كنت سعيدا -الحمد لله-، وفجأة أصابني وسواس قهري، وبفضل الله تجاوزته، ولكني أفكر كثيرا، كنت ذاهبا أنا وصديق لي إلى مكان ما وفجأة شعرت أنني رأيت هذا المكان والموقف الذي حدث من قبل، ثم توترت كثيرا، وأصابني القلق، وذهبت إلى المنزل، وبحثت عن هذا، ووجدت اسمه الديجافو، ولكن هذا يحدث عدة دقائق أو ثواني، لكني بقيت أشعر بتكرار المواقف والأحداث في يومي كاملا، وكل يوم حتى كتابة هذه الاستشارة.

وأحس بالتوهان والغربة البسيطة جدا، وأصابني الخوف والقلق، ولا أعرف كيف يمر يومي، ولا أشعر به، وكثير النسيان، وأرفض أن آخذ الأدوية، وواثق في الله ثم فيكم -إن شاء الله-، ولو شخص مر بهذه الحالة، وعافاه الله يرسل في التعليقات رجاء، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، في هذه الأيام الطيبات نسأل الله تعالى أن يغفر لكم ولنا ولجميع المسلمين، وأن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار.

أيها الفاضل الكريم: الوساوس القهرية المكون الرئيسي لها هو القلق النفسي، وأنت الآن تجاوزت هذه الوساوس الحمد لله تعالى، لكن يظهر أن القلق بقي كما هو، أو أصبح يأتيك في شكل نوبات، فأتاك هذا الموقف الذي شعرت فيه بالتوتر والقلق الشديد - كما ذكرت - والقلق والتوتر مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة أو الظاهرة أو التجربة النفسية التي مررت بها، وهي شعورك بالمعرفة السابقة لمكان لم تأته، أو ما يعرف بـ (الشعور بالتعود) أو ما يعرف بـ (ديجافو Deja Vu) أو ما يعرف بـ (الشعور بعدم التغرب في مكان أنت غريب عليه).

هذه الظاهرة - أيها الفاضل الكريم - ترتبط أيضا بالقلق، في معظم الحالات، فهي حالة قلقية، لذا أرجو ألا تقلق نحوها، ولا تستغربها أبدا، لأن تركيزك عليها سوف يزيد منها، لكن تجاهلك لها وتحقيرها وعدم التفكير فيها هو علاج أساسي.

في حالات نادرة وقليلة جدا الـ (ديجافو Deja Vu) قد يكون مرتبطا باضطراب بسيط في كهرباء الدماغ، أرجو ألا تنزعج لكلامي هذا، لأن هذه حالات نادرة، ولا أعتقد أنها تنطبق عليك، لكن الأمانة العلمية تقتضي أن أذكر لك كل الأسباب، الأسباب العامة والأسباب الأكثر والأغلب هي القلق كما ذكرت لك، وأنت أصلا لديك شيء من القابلية للقلق، لكن فيما ندر قد تكون هذه الحالة أيضا مرتبطة باضطراب في كهرباء الدماغ، خاصة في منطقة تسمى بالفص الصدغي.

فأنا أقول لك: تجاهل الموضوع، لكن أيضا إذا كان بالإمكان - بعد العيد مثلا - أن تذهب إلى طبيب نفسي أو طبيب أعصاب ليقوم بإجراء تخطيط للدماغ، وهذا فحص بسيط جدا، هذا إذا كان بالإمكان، أما إذا كانت هناك صعوبة فتجاهل الأمر تماما، ولا تهتم به، وهذا هو العلاج.

طبعا كثيرا ما نعطي بعض مضادات القلق البسيطة، لكن أنت ذكرت أنك لا تريد أي دواء، وفي هذه الحالة: ابحث عن البدائل العلاجية الأخرى وطبقها، وأهمها أن تتجنب الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، بمعنى أن تتجنب السهر كشيء أساسي، وأيضا تطبق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، هذه مهمة جدا. توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، فأرجو أن تحرص في ذلك، وطبعا ممارسة الرياضة؛ هذا كله سوف يساعدك في إزالة النسيان وتحسين التركيز، وأيضا أريدك أن تكون شخصا متميزا في حسن إدارة وقتك، وأن تتواصل اجتماعيا، أن تحرص على العبادات، خاصة الصلاة في وقتها، وحبذا لو كانت مع الجماعة، وأن تكون شخصا إيجابيا في أسرتك، وأن تكون بارا بوالديك ...؛ هذه كلها علاجات، وأن تكون متطلعا نحو المستقبل بأمل وتفاؤل ورجاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات