كيف أتخلص من وسواس الإيدز والهربس؟

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ 8 سنوات مضت كان عندي وسواس الإيدز، بفضل الله كنت قد شفيت منه وعشت حياة مهنية وشخصية طبيعية، ومنذ حوالي شهر عادت هذه الوسواس تراودني وتسبب لي ألما كبيرا، وتأخذ حيزا كبيرا من وقتي، وفي تلك الفترة -منذ 8 سنوات- قمت بتحليل الدم للهربس التي جاءت نتيجته إيجابية igg = 3، منذ 8 سنوات ليست لدي أعراض هربس إلا حبوب السخونة قرب أنفي أصبت بها مرة واحدة خلال 8 سنوات إثر زكام شديد وتعب إثر سفري لمنطقة جبلية.

الآن يأتيني خوف وذعر كبير عندما أكون بصحبة أناس بأنهم سينقولون لي الإيدز عن طريق الدم الموجود في اللعاب الذي سيدخل فمي أو عيني، أثناء هذا الخوف تأتيني أفكار حيث أتمنى أن رذاذ لعابهم يقع على شخص آخر وليس عليو أو عندما يخرج شيء من لعابي تأتيني فكرة تمني الهربس لهم، وأنهم سيصابون بالهربس لأني أحمله في فمي، أو في يدي عند مصافحتي للناس، علما أني ليس لدي أعراض هربس، وبعد أن يذهب الخوف عني أستغفر الله، ولا أتمنى هذين المرضين لأحد، لكن نفسي تقول لي أن الله سيعذبك بالإيدز لأنك نقلت الهربس لهؤلاء الناس، فأدخل في دوامة لا أخرج منها.

هل سيصيبني الله بالإيدز لأني أردت بالناس سوءا؟ أفيدوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- ونشكرك على تواصلك معنا عن طريق الشبك الإسلامية.

يبدو من سؤالك أن الأفكار الوسواسية حول الإيدز والهربس قد عادت مجددا بعد ثمان سنوات، وهذا ليس غريبا، حيث تترافق عادة الأفكار الوسواسية القهرية بأنها قد تنتكس بين الحين والآخر، وخاصة مع وجود بعض الضغوطات الحياتية.

وأيضا من طبيعة الأفكار القهرية الوسواسية هذه أن تترافق ببعض الأفكار غير المنطقية وغير الطبيعية، مثلا كما وصفت في سؤالك من انتقال الإيدز عن الدم الموجود في اللعاب وأنه يدخل إلى الفم والعين، وهذا الكلام ليس دقيقا من الناحية العلمية. وأيضا الإيدز قطعا لا ينتقل للإنسان بمجرد أنه يتمنى للآخرين أمنية ما، سواء أن يعرضهم للأذى أو للضرر، وهذه فكرة غريبة تنسجم مع الأفكار القهرية.

الوسواس القهري عبارة عن أفكار مزعجة، غير مرغوبة، تفرض نفسها على الشخص المصاب، وتأتي دون إرادته، فيحاول جاهدا دفعها، إلا أنها تأتي مجددا وتعاود، وهي عادة أفكار أو أفعال تدور حول النظافة والطهارة والترتيب، وأحيانا ما له علاقة بالأمراض كما هو في حالتك، حيث عندك التعلق الوسواس القهري بالإيدز والهربس، مع أن الطبيب أكد لك عدم إصابتك بالهربس، وأيضا أنت تدرك - وهذا واضح من سؤالك - أنها أفكار غير معقولة وغير منطقية.

كيف نعالج الوسواس القهري؟

هناك ثلاثة أمور:
أولا: محاولة ترتيب نمط الحياة الصحي بما فيه من نشاط رياضي، ونوم مناسب، وتغذية صحية.
ثانيا: العلاج النفسي، وما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي، حيث يعمل على تغيير الأفكار غير الطبيعية، واستبدالها بأفكار إيجابية.
ثالثا: العلاج الدوائي، وهو فعال عادة، وخاصة في حالات الوسواس القهري الشديد، وطالما أنك عانيت من ذلك سنين، فإني أنصحك بأن لا تتردد في أخذ موعد مع طبيب نفسي، أولا ليؤكد التشخيص، ثم ليشرح لك طبيعة الوسواس، وليصف لك الدواء، ولا بد دوما عند تناول الأدوية النفسية من أن يكون هذا تحت إشراف الطبيب النفسي المختص والخبير.

ندعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة والعافية الدائمة.

مواد ذات صلة

الاستشارات