الجاثوم والوسواس القهري كيف أتخلص منهما، فأنا منزعج جدا؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة تتمثل في شيئين: أولا: أعاني من كثرة تردد الجاثوم أو الكباس، يأتيني بصورة شبه يومية، حتى أنه يصارعني وأصارعه في المنام، وأحيانا يتحرش بي، وأشكو أيضا من كثرة الكوابيس المزعجة التي تأتيني بشكل يومي.

ثانيا: أعاني من الوساوس القهرية، حيث أنه بدأ معي بوسواس سب الذات الإلهية والعياذ بالله، ثم تغلبت عليه، ثم تدرج ومر علي بألوان كثيرة آخرها وسواس النظر، حيث أنني لا أستطيع أن أركز في عين محدثي مباشرة، وعندما أفعل يتشتت انتباهي، ولا أستطيع التركيز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أخي الفاضل في الشبكة الإسلامية مجددا من خلال سؤالك هذا.

أشكرك على ما شرحت من الجاثوم والكوابيس التي تأتيك شبه يوميا، ولا شك أن هذا أمر مزعج ومقلق لك في نفس الوقت. ويبدو أنه تطور عندك أيضا فبدأت تشعر ببعض القلق الاجتماعي، حيث تجد صعوبة في التركيز في عين محدثيك، هذا بالإضافة لما ذكرت من الوسواس القهرية، والتي تنقلت بين أنواع متعددة.

لا شك أن القلق والتوتر واضح من خلال الأعراض التي ذكرتها في سؤالك، وخاصة أني اطلعت على أكثر من سؤال سابق لك، تتحدث فيه عن ضعف الثقة بالنفس، فهذا ربما يعود إلى شيء من التوتر والقلق في حياتك، وبشكل عام: الكوابيس بحد ذاتها لا تشير لشيء محدد عليك أن تفعله، وهي تختلف من شخص إلى آخر، إلا أنها في الغالب تشير إلى بعض القلق والتوتر، وهذا ينسجم مع ما عانيته من أفكار قهرية، وشيء من الرهاب الاجتماعي.

سبب الكوابيس عادة القلق، وانشغال البال، مواقف اجتماعية صعبة، والتي ربما تصل إلى ما نسميه بالصدمات النفسية، وأحيانا الحرمان من النوم، وقلة النوم تكون سببا في هذه الكوابيس. لا أدري إن كنت تتناول أدوية معينة، فبعض الأدوية قد تسبب أيضا الكوابيس الليلية، وأخيرا أيضا: الأفلام والكتب المرعبة يمكن أن تسبب لنا الكوابيس الليلية المزعجة.

ماذا عليك أن تفعل الآن؟
بشكل عام أقول: الأنشطة التي تساعدك على الاسترخاء والتي ستساعدك على كثير مما ورد في سؤالك هذا، وحتى الأسئلة السابقة، فمثلا: القيام بالعبادات والنوافل كقيام الليل، وخاصة أننا ما زلنا في شهر رمضان المبارك، وأيضا حفظ بعض صفحات من كتاب الله عز وجل، لعلها تريح نفسك وتساعدك على الاسترخاء، ولا تنسى الأذكار - خاصة أذكار الصباح والمساء - وأذكار النوم.

العمل التطوعي مما يساعد كثيرا في الاسترخاء، ويعطيك أملا وتفاؤلا في حياتك، فعندما تساعد الآخرين فأنت تساعد نفسك في ذات الوقت.

لا شك أن الأنشطة الرياضية المختلفة - سواء الرياضة أو المشي - تبقى من الطرق المفيدة في الاسترخاء.

لا أعتقد في هذه المرحلة أنك في حاجة للعلاج الدوائي، وإنما ما سبق ذكره يكفي في هذا الوقت، ولكن إن اشتدت الحالة أو بقيت دون تحسن فأنصحك عندها أن تراجع طبيبا نفسيا، فلعله يضع تشخيصا دقيقا، ويصف لك الخطة العلاجية المناسبة، والتي قد تتضمن العلاج الدوائي، إن طالت الحالة.

وأخيرا: أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية والنشاط، وأن يبارك لك ولنا على ما بقي في رمضان، ويتقبل منا الصيام والقيام وأعمال البر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات