قلبي متعلق بفتاة تزوجت غيري، فما العمل؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 22 سنة، أحببت فتاة منذ كان عمري 11 سنة، حبا بريئا عفيفا طفوليا، وهي لا تعلم، وانتظرت حتى عمر 19 سنة حتى أتزوجها، ولكنها تزوجت، وأنا لا زلت أحبها، فلا يؤاخذ الإنسان بما في قلبه، عندما سمعت بخبر خطبتها لم أتحمل ودخلت في حالة نفسية صعبة جدا ومظلمة، لم أستطع السيطرة عليها، فاكتأبت وأجهدني التفكير والحزن، فأخبرتها بحبي لها في فترة خطبتها بسبب حزني الشديد، ولم أتواصل معها بعدها أبدا، كنت أريد أن أزيح حملا أثقل كاهلي فقط، حتى ولو لم تبادرني نفس المشاعر.

بعد مرور ثلاث سنوات تواصلت معي، وقالت أنها لا تنفك عن التفكير بي، وأنها كانت تحبني من نفس المدة تقريبا، ولكنها تزوجت بسبب تأخري في مصارحتها، وندمت من زواجها، ولديها طفلان الآن.

أنا متعب جدا، وأخاف أن أصبح في لعنة الله، وأن أكون قد خببتها على زوجها، مع العلم أني لم أحدثها لا بطلاق، ولم أحاول أن أوذيها بأية طريقة كانت، ولا لي نية بهدم بيتها.

الآن هي غير سعيدة في حياتها بسببي، والسبب الآخر أن زوجها لا يعاملها بالمعروف، وأنا أخاف أن أكون قد ظلمتها بسبب تفكيرها المستمر بي، وأخاف من عذاب الله، فكيف أكفر عن ذنبي؟ وأن يغفر الله لي على ما سببته لها من أذى نفسي يرافقها إلى هذه اللحظة، علما بأني تحدثت معها لمدة أيام قليلة، وابتعدت عنها لوجه الله تعالى، وخشية أن أهدم بيتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي صحوة الضمير التي دفعتك إلى الابتعاد عن هذه الفتاة حفاظا على أسرتها وبيتها، وأرجو أن تستمر على هذا الطريق، حتى لا تؤثر على حياتها الزوجية، ونسأل الله أن يعينها على الصبر على زوجها وإكمال مشوار حياتها.

والإنسان حقيقة ينبغي أن يكتم ما في نفسه من المشاعر خاصة عندما تكون المرأة متزوجة وارتبطت برجل آخر، أما وقد حدث هذا فعليك أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وعليك أيضا أن تجتهد في أن تقطع العلاقة إلى الأبد، حتى تمارس تلك المرأة حياتها بطريقة طبيعية، ولا تفكر في العودة إليها ومكالمتها، لأن هذا وحده سيعطي رسالة أيضا أنك زائد، وحبذا لو وجدت لنفسك فرصة في أن تؤسس حياتك، حتى تيأس من أن تواصل هذا المشوار، وتعود تلك المرأة إلى حياتها الطبيعية مع زوجها.

وينبغي أن نشعر جميعا أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر من الطرفين، من الزوج ومن الزوجة، فلا يعني أنها إذا تركت زوجها سوف تسعد، وأن الحياة ستخلو من المشكلات. أرجو أن نتخلص من مثل هذه الأحلام الوردية، فالحياة صعبة، وفيها صعوبات ومواقف تحتاج إلى صبر من الطرفين.

ونوصيك أيضا بأن تجتهد دائما - كما قلنا - في أن تبدأ حياتك وتؤسس حياتك وفق قواعد الشرع الحنيف، فالحب الحقيقي يبدأ بطرق البيوت، ومجيء البيوت من أبوابها، الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي والغطاء الشرعي للعلاقة، ما سوى ذلك من مشاعر أعجبنا أنك سميتها (طفولية)، فهي مما ينبغي ألا يتمادى معها الإنسان، وهذه نصيحة نكررها لك، لأن المواقف العاطفية قد تتكرر، ولذلك نتمنى أن تستمر على التخلص حتى من الرقم الذي عندك الذي يمكن أن تتواصل عليه، ونسأل الله أن يسهل أمرها، وأن يسهل أمرك، والتوبة تجب ما قبلها، فاحرص على أن تتوب، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ولن تكون سببا إن شاء الله في خراب بيتها، فعندها عقل تفكر به، وبين يديها أطفال، وعندها زوج أيضا اختارها وطرق الباب وتزوجها.

نسأل الله أن يعينها على فهم هذه الأمور، وأن يلهمكم جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات