وسواس الدعاء على نفسي بالسوء يضايقني، ماذا أفعل؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أرجوكم أن تجيبوا على استشارتي، فهذه ثالث مرة أكتب لكم ولكن لا يتم الإجابة علي، حياتي متوقفة وشفائي مرتبط بإجابتم، أرجوكم أن يتم إجابتي من الناحية النفسية والدينية.

أصبت منذ سنوات بأنواع كثيرة من الوساوس، واستطعت تجاوزها ولله الحمد؛ لأنني قرأت كثيرا عن هذا المرض وفهمته جيدا، وعرفت نقاط ضعفه، وعرفت ما يجب أن أفعله وما لا يجب أن أفعله، ولكن الذي لا يريد أن يفارقني هو أمر غريب، وهو أنني كلما أردت أن أفعل أي شيء في حياتي يخطر على بالي الدعاء على نفسي بالسوء، وأنا مكرهة، وأنني لو فعلت هذا الشيء يصيبني كذا وكذا، فتتسلط علي أفكار ملحة جدا تجبرني أن أدعو على نفسي دون أن أنطق وأنا كارهة لهذه الدعوات طبعا، فيصيبني الرعب وأترك ما كنت سأفعله، أحيانا كثيرة أنجح في إهماله وتحقيره فيذهب عني، وأحيانا يأتي بإلحاح خصوصا إذا أردت أن أفعل شيئا أحبه، فأجد نفسي ألغي كل ما كنت أريد أن أفعله، مثلا لو خططت أن أخرج في نزهة مع أمي وكنت متحمسة جدا وسعيدة، يتردد في داخلي الدعاء بالسوء على نفسي أنني لو خرجت في هذه النزهة يصيبني كذا وكذا، وعندما أقول لأمي إنني لن أستطيع أن أخرج معهما ألاحظ الحزن على وجهها لأنها تحب أن أخرج معها.

والأمر يحدث معي في كل شيء، في الأمور اليومية، وحتى في الأمور المصيرية مثل عندما أريد أن أبحث عن وظيفة، أو تعلم لغة جديدة، ويشتد علي الأمر في أوقات استجابة الدعاء كرمضان وليلة القدر.

سؤالي هو هل هذه الدعوات يمكن أن تستجاب، أم أنها مجرد وساوس؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MER حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نحمد الله إليك تجاوزك أمر الوسواس وتفهمك لطبيعته، واحتقارك له على الدوام، دليل تجاوزك إياه، فالحمد لله على ذلك، ونسأل الله أن يتم عليك العافية، وأن يحفظك من كل مكروه وشر.

أختنا الكريمة:الدعاء على النفس بالطريقة التي ذكرتيها لا تضرك في شيء مطلقا بأمر الله، لأنها من الوساوس، ومن حديث النفس الذي لا يؤاخذ الله به عبده، فلا تقلقي ولا تخافي ولا تضطربي، ولا تتركي خيرا أنت مقدمة عليه، واعلمي أنه لن يصيبك بإذن الله شيء.

ونرجو منك التعامل مع وسواس الدعاء كما التعامل مع أي وسواس سابق: تجاهله، واحتقاره، والإعراض عنه، وقطع الاسترسال فيه؛ فهذا من عمل الشيطان أختنا وهو يريد بذلك أن يحزنك ويفسد عليك دينك وعبادتك وحياتك.

فلا تنشغلي به، وعليك الأخذ بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد روى الشيخان عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله:(يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه، فليستعذ بالله، ولينته)

والمعنى أن يدفع الشر بالاستعاذة ولا يسترسل، يقول الإمام النووي:" إذا عرض له الوسواس، فيلجأ إلى الله - تعالى - في دفع شره، وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد، والإغراء؛ فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها"

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله - تعالى - بذكر، أو غيره، لا بد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت، ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك، ينصرف عنه كيد الشيطان؛ ﴿ إن كيد الشيطان كان ضعيفا ﴾ [النساء: 76]، وكلما أراد العبد توجها إلى الله - تعالى - بقلبه جاء من الوسواس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله - تعالى - أراد قطع الطريق عليه؛ ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخراب". اهـ.

وعليه فلا تخافي ولا تقلقي، ولا تشغلي نفسك بما قيل، ونحن ننصحك نصيحة تعاملي بها، وهي نافعة إن شاء الله، قولي لنفسك تأديبا للشيطان، كلما مر على خاطري هذا الدعاء، أفعل الصواب ولا ألتفت، وأذكر الله 100 مرة، أو أصلي على النبي 100 مرة، أو أسبح أو أي عمل طاعة.

جربي هذه الطريقة فترة، وسترين الخير بإذن الله.

نسأل الله - عز وجل - أن يشفيك وأن يعافيك ، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات