كيف أتخلص من التوتر والقلق وأشعر بالثقة؟

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية في السنة الثانية، أحس بضغط كبير وتوتر هذه الأيام بسبب كثرة المذاكرة والوقت الضيق عندي، وأحمد الله أني توقفت عن فعل العادة السرية منذ شهر تقريبا بعد صراع طويل وانتكاسات عدة بفضل الله ثم المواظبة على قيام الليل والصيام، وأسأل الله أن يوفقني في تركها.

المشكلة هو أن عائلتي تشعرني بضغط كبير وبسببهم أصبحت أعاني من كثير من المشاكل النفسية، كما أن عندي أختا كبيرة وأخا صغيرا عندهم إعاقة جسدية وعقلية، وكثيرا ما يكون جو البيت متوترا بكثرة الصراخ وعدم الإنصات، ومشاكل أخرى مما يجعلني أغضب، وخاصة عندما يحين موعد دورتي، عدى عن ذلك فأنا لدي مشكلة الرهاب وتعرق اليدين مع الخجل، واحتقار الذات.

في هذا الشهر الكريم (رمضان) أحس أني قريبة من الله أكثر مما كنت عليه من قبل -ولله الحمد-، لكن منذ بداية رمضان أصبحت أعاني من نقصان في التركيز والانتباه والتلخبط في الكلام، وعندي مشكلة أني عندما أكون في المحاضرة لا أستطيع المشاركة وسؤال الأستاذ والتكلم بصوت مرتفع، أحس بعدم الثقة، لكن خارج القسم أكون على طبيعتي، وأكون أكثر ثقة بنفسي، وليس عندي مشكلة في التحدث مع أشخاص جدد، ولكن ما أعانيه فقط يحدث مع من يعرفني، فما سبب ذلك؟

جزاكم الله خيرا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، وهذا يدل على أنك تستطيعي أن تخرجي من هذه الأزمات بتوفيق رب الأرض والسماوات.

سعدنا لأنك وجدت الراحة والطمأنينة في شهر الصيام، وفي القرب من الله، وعليه أرجو أن تستديمي هذا القرب من الله، لتدوم لك العافية والطمأنينة والصحة، كما أرجو أيضا أن تستمري في التوقف عن العادة السيئة التي هي سبب للكثير من التوتر وجلد الذات، ولها آثارها السالبة، العاجلة والآجلة، واحمدي الله تبارك وتعالى الذي أعانك، وتركك لها دليل على أنك قادرة على التغيير، بل تركك للطعام وللشراب في الصيام دليل على أن الإنسان يستطيع أن يجعل حياته تستقيم على ما يرضي الله تبارك وتعالى.

وعليه أرجو أن تستمر هذه النقاط الإيجابية، كما أرجو أن أؤكد أن التي وصلت إلى هذه المرحلة الجامعية قادرة بإذن الله على تجاوز الصعاب.

بالنسبة للظروف المنزلية: أرجو أن تتعاملي معها بالمداراة وبالقبول وبرضا من الله تبارك وتعالى، فلا تحملي نفسك ما لا تطيق، واعلمي أن البيوت لا تخلو من المشاكل، لكن كيف تدار المشاكل؟ كيف تأخذ حجمها المناسب؟ كيف يستطيع الإنسان أن يتعامل ويتأقلم مع هذا الوضع، خاصة والظروف ظروف مرضية.

أما بالنسبة لتوترك في الجامعة أمام الزميلات أو أمام الأساتذة: فأرجو أن تخرجي من هذا، وتعلمي أن هذا مكان للتعليم، يعني: ساحة متاحة، الإنسان حتى لو تكلم وأخطأ فالخطأ من طبيعة البشر، وليس في ذلك عيب. كذلك أيضا أرجو أن تحاولي دائما أن تكوني إلى جوار من تعرفي، ثم توسعي دائرة التعارف مع الزميلات.

وإذا كنت ولله الحمد تشاركي خارج القاعة مشاركة جيدة فهذا يعني أن المسألة بإذن الله علاجها لن يكون صعبا، عندما تدركي أن داخل القاعة أولى بالكلام من خارجها، فداخل القاعة هو مكان التعليم، الذي يقول فيه الإنسان، ويتوقع منه الخطأ، وينتظر التوجيه، وأصلا ما أسس المدارس والجامعات إلا لنجد من يوجهنا من الأساتذة وأصحاب الخبرات.

والتكلم بالصوت المعقول هو المطلوب، ليس التكلم بصوت مرفوع، ومن الخطأ أيضا أن نضعف ثقتنا في أنفسنا وأن نثق في قدرات الآخرين، كل إنسان له نقاط إيجابية وله نقاط ضعف أو سلبية، فاكتشفي ما عندك من النقاط الإيجابية وضخميها، واشكري الله عليها لتنالي بشكرك لربك المزيد.

لن يأتيك ضرر في البقاء في البيت، أو الاستمرار في الدراسة؛ إذا استوعبت الأمور كما أشرنا إليها، وتوكلت على الله تبارك وتعالى، وأيقنت بداية أن الدنيا لا تخلو من الصعاب والمشاكل، وأن الإنسان بالاستعانة بالله والرضا بقضائه وقدره يستطيع أن يتجاوز هذه الصعوبات، ويصل إلى الرضا التام، الرضا النفسي، والرضا عن مستوى حياته ومستوى تعليمه.

وما يحصل من زيادة في التوتر عند حصول الدورة الشهرية: فهذا أمر طبيعي، فهي لها تأثير على هرمونات الجسم، ولها تغيير على انفعالات الفتاة، وهي جزء من الضعف، ولذلك الشريعة عندما تأتي الدورة تخفف عليها التكاليف الشرعية، مثل الصلاة والصوم الذي تقضيه ولا تقضي الصلاة كما هو معروف.

إذا أرجو أن تعيدي التوازن بالآتي:
أولا: باللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
ثانيا: شكر الله على ما عندك من الإيجابيات وعلى ما عندك من النعم.
ثالثا: الاستمرار في التقرب إلى الله تبارك وتعالى.
رابعا: التركيز على الجوانب الإيجابية عندك.
خامسا: الرضا بقضاء الله وقدره.
سادسا: عدم تحمل مشاكل الآخرين، وإعذار هؤلاء الإخوة المصابين بأمراض إعاقة، بل كوني عونا لهم، وكذلك أيضا الاستمرار في النظر للحياة بإيجابية.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات